جلا الحق قلبي حتى أنارا

التفعيلة : البحر المتقارب

جَلا الحقُّ قلْبيَ حتّى أنارا

فآنَسْتُ منْ جانِبِ الطّوْرِ نارا

ودُرْتُ على مرْكَزي دوْرَةً

يُحَقِّرُ مَنْ دارَها مُلْكَ دَارا

وحقّقْتُ إنِّيتِي وهْيَ كَنْزٌ

فأخْرَجْتُهُ إذ هدَمْتُ الجِدارا

وأبْصَرْتُ رسْمي رَسْماً مَحيلا

وأبْصرْتُ وصْفيَ وصْفاً مُعارا

فمَنْ كانَ مثْليَ نالَ الغِنى

وباهَى وجرّ الذّيولَ افْتِخارا

رمَى للوجودِ بأوْهامِهِ

وحَلَّ القُيودَ وفكَّ الإسارا

ولمْ يرْضَ منْ بعْدُ بالأهْلِ أهْلاً

ولمْ يرْضَ منْ بعْدُ بالدّارِ دارا

فمَهْما نطَقْتُ نطقْتُ ادِّكارا

ومهْما صمَتُّ صمتُّ اعْتِبارا

وديْرٍ قطَعْتُ إليْهِ الفَلا

وجُبْتُ الدُّجى وركِبْتُ البِحارا

ونادَمْتُ منْ أجْلِهِ فِتْيَةً

تَراهُمْ سُكارى وما هُمْ سُكارى

كلِفْنا بهِ في سِياقِ الحَديثِ

فقُمْنا نُعاقِرُ فيهِ العُقارا

ولمّا حلَلْنا بأكْنافِهِ

حلَلْنا الحُبا ونبَذْنا الوَقارا

وطِرْنا الى الرّاحِ فيهِ ارْتِياحا

ومَنْ هزّهُ الوجْدُ والشّوْقُ طارَا

ولاحَتْ لهُمْ خَطَفاتُ البُروقِ

تلوحُ مِراراً وتخْفى مِرارا

يُعارضُ فيها الجَلالُ الجَمالَ

فهُمْ بيْنَ قبْضٍ وبسْطٍ حَيارَى

زَعَقْنا براهِبِهِ زعْقَةً

وقُلْنا مدَدْنا الأكُفَّ افْتِقارا

ومنْ أجْلِ خمْرِكَ جُبْنا الفَلا

وخُضْنا الدُّجى وقطَعْنا القِفارا

فقال وما مهْرُها عندَكُمْ

فقُلْنا أمَتْنا النّفوسَ الغيارى

فكُلُّ حَكيمٍ وذِكْرُ حَكيمٍ

عليْها حَنا وإليْها أشارا

مقدّسَةً عنْ مَكانٍ يُرى

منزّهَةً عنْ شُعاعٍ تَوارَى

معتّقَةً جسّمَتْها اليَهودُ

ومنْ بعْدِها ثلّثَتْها النّصارى

وقال البَراهِمُ والفُرْسُ فيها

وقد جهِلوا الحقَّ نوراً ونارا

وغِبْنا فلَمْ ندْرِ منْ أمْرِنا

سوى أنّنا قدْ غُلِبْنا اضْطِرارا

إلَيْكَ سَميَّ نَبيِّ الهُدى

مَقالاً يُطابِقُ منْكَ اخْتِيارا

دعَتْني لِما لسْتُ أهْلاً لهُ

عُلاكَ فجئْتُ بجَهْدي ائْتِمارا

فغَطِّ على نقْصِهِ بالكَمالِ

وأوِّل قُبولَكَ منّي اعْتِذارا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

خليلي إن اشتقتني مرة

المنشور التالي

هنيئا بما خولت من رفعة القدر

اقرأ أيضاً

طفح الكيل

ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا واملأوا أفواهكم صمتاً طويلا لا تُجيبوا دعوةَ القدسِ وَلَوْ بالهَمْسِ كي لا تسلبوا أطفالها…

وروض زرته والأفق يصحي

وَرَوْضٍ زُرْتُهُ وَالأُّفْقُ يُصْحِي أَحايِيناً وَآوِنَةً يَغيمُ كَأَنَّ القَطْرَ مِنْ سَبَلِ الغَوادي عَلى زَهَراتِهِ الدُّرُّ النَّظيمُ يَلينُ لَهُ…