لا ينظرون وراءهم ليودِّعوا منفى،
فإنَّ أمامهم منفى، لقد ألِفوا الطريق
الدائريَّ، فلا أمام ولا وراء، ولا
شمال ولا جنوب. “يهاجرون” من
السياج الى الحديقة. يتركون وصيةً
في كل مترٍ من فناء البيت:
“لا تتذكروا من بعدنا
إلا الحياة”…
“يسافرون” من الصباح السندسي الى
غبارٍ في الظهيرة، حاملين نُعوشَهُم ملأى
بأشياء الغياب: بطاقة شخصية، ورسالةٍ
لحبيبةٍ مجهولةِ العنوانِ:
“لا تتذكري من بعدنا
إلا الحياة”
و”يرحلون” من البيوت الى الشوارع،
راسمين إشارة النصر الجريحة، قائلين
لمن يراهُمْ:
“لم نَزَلْ نحيا، فلا تتذكّرونا”!
يخرجون من الحكاية للتنفُّس والتشمُّس.
يحلُمون بفكرةِ الطيرانِ أعلى… ثم أعلى.
يصعدون ويهبطون. ويذهبون ويرجعون.
ويقفزون من السيراميك القديم الى النجوم.
ويرجعون الى الحكاية… لا نهاية للبدايةِ.
يهربون من النعاس الى ملاك النوم،
أبيضَ، أحمرَ العينين من أثر التأمُّل
في الدم المسفوك:
“لا تتذكروا من بعدنا
إلا الحياة”…
اقرأ أيضاً
أغائبة الشخص عن ناظري
أَغائِبَةَ الشَخصِ عَن ناظِري وَحاضِرَةً في صَميمِ الفُؤادِ عَلَيكِ السَلامُ بِقَدرِ الشُجون وَدَمع الشُؤونِ وَقَدرِ السُهادِ تملكتِ مِنّي…
هل في البكاء على ما فات من حرج
هَلْ في البكاءِ عَلَى ما فاتَ منْ حرَجِ فذكرُه هَاجَ وَجْداً كان مدفوعا ليكثر الصَّب مِنْ ذكرى أَحبَّتِهِ…
أنت هام العز للرتب
أَنتَ هام العزّ لِلرتب وَالمَعالي يا اِبن خَير أَبِ بيدَأَنّ المَجد لَيسَ لَهُ بِسِوى الأشراف مِن أَرَبِ وَلَهُ…
أخ لي من سعد بن نبهان طالما
أَخٌ لِيَ مِن سَعدِ بنِ نَبهانَ طالَما جَرى الدَهرُ لي مِن فَضلِ جَدواهُ بِالسَعدِ تَقَيَّلَ مِن عَبدِ العَزيزِ…
يا مستخفا بعاشقيه
يا مُستَخِفّاً بِعاشِقيهِ وَمُستَغِشّاً لِناصِحيهِ وَمَن أَطاعَ الوُشاةَ فينا حَتّى أَطَعنا السُلُوَّ فيهِ الحَمدُ لِلَّهِ إِذ أَراني تَكذيبَ…
غدونا إلى أرؤس أحكمت
غَدَوْنا إلى أَرْؤُسٍ أُحْكمِتْ وَتَمَّتْ مَحاسنُ أوصافِها صِغار لها سِمَنٌ ظاهِر تدل على حِذْق عَلاّفها حَكتْ قِطَعَ القطنِ…
وصاحب حن إلى عشرتي
وَصاحِبٍ حَنَّ إِلى عِشرَتي لِحُسنِ ما يَسمَعُ مِن ذِكرى ثُمَّ رَآني غَيرَ مُستَأنِسٍ أَنفُرُ مِن زَيدٍ وَمِن عَمرِو…
ومشتمل على كرم وحزم
وَمُشْتَمِلٍ على كَرَمٍ وَحَزْمٍ شَباةُ يَراعِهِ ظُبَةُ الحُسامِ زَجَرْتُ إِليهِ أَصْهَبَ داعِرِيَّاً مُرَاحَاً سَوْطُهُ تَعِبَ الخِطامِ فَمَتَّعَ ناظِرِي…