يا عينِ لو أغضيتِ يوم النوى

التفعيلة : البحر السريع

يا عينِ لو أغضيتِ يومَ النوى

ما كان يوما حَسَناً أن يُرَى

كلَّفتِ أجفانَكِ ما لو جرى

برمل يَبْرينَ شكا أو جرى

جنايةً عرَّضتِ قلبي لها

فأحتملي أَولَي بها مَنْ جنى

سَلْ ظبياتٍ بالحِمى رُتَّعاً

خُضِّرَ منهنّ بياضُ الحِمى

نَشَدتكنّ اللهَ ما حيلةٌ

صاد بها الأُسْدَ عيونُ المها

إن تك سِحْرا أو لها فعلهُ

فالسحر يشفِي منه طِبُّ الرُّقَى

فيكنّ مَن حشوُ جلابيبه

أهيفُ راوي الرِّدف ظامي الحشا

قلبي له مَرْعًى وصدري كلاً

ليت كلاً ظبيُ الحِمى ما رعى

يا بأبي غضبانَ لو أنه

يرضى بغير القتل نال الرضا

أَغَصُّ بالماء حِفاظا لِما

فارقُته فى فمه من لَمَى

ما لدماء الحبِّ مطلولةً

أهكذا فيهنّ دِين الدُّمى

إن كانت الأعراضُ مَجزيَّةً

فعاقَبَ اللهُ الهوى بالهوى

لله قلبٌ حَسَنٌ صبُره

ما سُئل الذِّلّة إلا أبَى

وصاحب كالسيف ما صادفت

ضَرْبتُهُ غَرْبَاهُ إلا مضى

يركب في الحاجات أخطارَها

إما خَساً فيها وإما زَكَا

يَقِيل إن هَجَّر في ظلِّه

ويحسب الليلَ البهيمَ الضُّحى

كأنه في الخطب بالحظِّ أو

بدرِ بني عبد الرحيم أهتدى

فداء من يُحْسِن أن يوسع الْ

إحسانَ قومٌ خُلِقوا للفِدى

جاد على الأملاك وأستظهروا

بالمنع بُخْلا فى زمان الغنى

تبعث أحشاؤهم غيظَه

إلى حلوقٍ حسبتْه الشَّجَا

أراهُمُ عجزَهُمُ ناهضٌ

بالثقل ما أستُضوِئ إلا وَرَى

من معشرٍ تَضْمنُ تيجانُهم

صُوعَ المعالي وعِيابَ النُّهى

تُرفَع منهم عن جباهٍ بها

أبّهةُ الملْكِ عفا أو سطا

للعزِّ حَشْدٌ دون أبوابهم

يُشعِرك الخوفَ ولمَّا يُرَى

إذا أحبّوا غايةً حَرَّموا

دون مداها أن تُحَلَّ الحُبَى

قل للحسين بن عليّ وما

نماك أصل الخير حتى نما

أدّيت عنهم فاحتبت روضةٌ

تنبت بالنضرة فضلَ الحيا

مناقبٌ يجمعنا مجدها

جمعَ العُرَى في عُقَدات الرِّشا

لذاك ما ظُلِّل لي واسعٌ

أرتُع منه آمناً في حِمَى

كأنني في دُوركم منكمُ

في غير ما يُحْظَر أو يُحْتَمى

في نعمةٍ منكم إذا أستُكْثَرِتْ

منها الفُرادَى أعقبتها الثِّنَى

يحسدني الناسُ عليها ولو

قطَّعنى حاسُدها ما أعتدى

نشرتُها شكرا ولو أنني

طويتُها نَّمتْ نميمَ الصَّبا

فلتبقَ لي أنت فحّقاً إذا

وجدت قولي لا عدمتُ المنَى

في نعمةٍ ليست بعاريَّةٍ

تُضْمَن أو مقروضةٍ تُقْتَضَى

يَعضُد فيها العامُ ما قبلَهُ

ويفضُل اليومَ أخوه غدا

في كلّ يومٍ لك عيدٌ فما

يغرب في عينيك عيدٌ أتى

وخذ من الأضحى بسهميك من

حظَّيْن في آخرة أو دُنَى

أجرك مذخورٌ لِهَاذَاكَ وال

نَّيروزُ موفورٌ على حفظِ ذا

ما طِيفَ بالأستار في مثلِهِ

ودامتِ المَروةُ أختَ الصَّفا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

مالكم لا تغضبون للهوى

المنشور التالي

دار الجهاد حمى الآساد فرسانا

اقرأ أيضاً