لأمر فيه يرتفع لسحاب

التفعيلة : البحر الوافر

لأمرٍ فيهِ يرتفعُ لسحابُ

ولا يسمو إلى الأفقِ الترابُ

وما استوتِ النفوسُ بشكلِ جسمٍ

وهل ينبيكَ بالسيفِ الترابُ

وما سيانَ في طمعٍ وحرصٍ

إذا ما الكلبُ أشبههُ الذئابُ

رأيتُ الناسَ كالأجسادِ تعلو

لعزتِها على القدمِ الرقابُ

فليسَ من العجيبِ سموُّ أنثى

على رجلٍ تُرَجِّلُهُ الثيابُ

ولو نفساهما بدتا لعيني

لما ميزتُ أيّهما الكعابُ

إنَّ لباطنِ الأشياءِ سرّاً

بهِ قد أعجزَ الأسدَ الذئابُ

فيا لرجالِ قومي من شموسٍ

إذا قُرِنوا بها انقشعَ الضبابُ

نساءٌ غيرَ أنَّ لهنَّ نفساً

إذا همّتْ تسهلتِ الصعابُ

فإن تلقَ البحاَ تكنْ سفينا

وإن تردِ السما فهي الشِّهابُ

ضعافٌ غيرَ أنَّ لهنَّ رأياً

يسددهُ إلى القصدِ الصوابُ

وما من شيمةٍ إلا وفيها

لهنَّ يدٌ محامدها خضابُ

وقومي مثلُ ما أدري وتدري

فهمْ لسؤالِ شاعرهمْ جوابُ

رجالٌ غيرَ أنَّ لهمْ وجوهاً

أحقُّ بها لعمرهمُ النّقابُ

غطارفةٌ إذا انتسبوا ولكن

إذا عُدُّوا تصعلكَ الانتسابُ

جدودهمُ لهم في الناسِ مجدٌ

وهمْ لجدودهمْ في الناسِ عابُ

ومن يقلِ الغرابُ ابنُ القماري

يكذبهُ إذا نعبَ الغرابُ

عجيبٌ والعجائبُ بعدُ شتَّى

بأنّا في الورى شيءٌ عجابُ

تقدمنا النسا ونفوسُ قومي

من اللائي عليهنَّ الحجابُ

وما غيرُ النفوسِ هي البرايا

وأنثاها أو الرجلِ الإهابُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ياقوم لم تخلق بنات الورى

المنشور التالي

أتى عليك وإن لم تشعري الأمد

اقرأ أيضاً

وعليلة اللحظات يشكو قرطها

وَعَليلَةِ اللَّحَظاتِ يَشْكو قُرْطها بُعْدَ المَسافَةِ مِنْ مَناطِ عُقُودِها حَكَتِ الغَزالَةَ وَالغَزالَ بِبُعْدِها وَبِصَدِّها وَبِوَجْهها وَبِجيدِها فَمنالُ تِلكَ…