جام حوى في الظرف كل باب

التفعيلة : بحر الرجز

جامٌ حَوَى في الظَّرْفِ كلَّ بابِ

مُستملَحٍ منه ومستطابِ

فالحسنُ فيه واضحُ الأسبابِ

منقِطع الأشكالِ والأَضْراب

يُعجِز في الوصفِ ذوى الأَلْباب

مع التَّغالي فيه والإطْناب

له غِشاءٌ صيغ من إهاب

حُرِّر بالأيدي وبالألباب

حتى أتى في غاية الصواب

ليس بذي مَيْل ولا اضطراب

مُزَعفَرٌ محبَّب الْجِلْباب

كظاهِرِ النارَنجُ والعُنّاب

أو مثلُ دينارٍ كِرا ضَرّابِ

ثم يُعرَّى منه باسْتِلاب

مثلُ حُسامٍ سُلَّ من قِراب

أو بدرُ تِمٍّ لاحَ من سَحاب

أو غادةٍ تُسْفِر من نِقاب

شَفٍّ كماءٍ راقَ في ثِعاب

كأنما صُوِّر من شَراب

صُفَّ على ساحاتِه الرِّحاب

قَطائفٌ لَطائفٌ رَوابِ

لم تُحْشَ بل صُفَّت على اصْطِحاب

في المسكِ والفُسْتقِ والْجُلاَّب

كأنها أَلسِنة الأحباب

في الشَّكْل والنَّكْهة والرُّضاب

مَلْمَسُهاَ كوَجْنَةِ الكَعاب

وطعمُها كلَذَّة العِتاب

من بعدِ صَدٍّ طالَ واجْتنابِ

تَنزل في الْحَلْق بلا حِجاب

فهْي طعامٌ وهْي كالشَّراب

فالنّابُ عنها الدهرَ غيرُ نابِ

والقلبُ في حرصٍ وفي طِلاب

واليدُ بين السَّيْرِ والإياب

في نَقْلِها للفم كالدُّولابِ

كأنها زيارةُ الإغْبابِ

والعُمرُ في الصحة والشَّباب


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لو ذقت حين عتبت أيسر حبه

المنشور التالي

هلل فهذا هلال العيد عاد بما

اقرأ أيضاً

فاطمة

يا ذات الشفتين المعطرتين بحب الهال والقدمين المرسومتين بالأكواريل لم يكن في حسابي أن أكون أشهر العشاق بتاريخ…