حَلَفت بِمَن حجت قُرَيش لِبَيتِه
وَأَهدَت لَهُ بُدناً عَلَيها القَلائِد
لَئِن كُنت طالَت غيبَتي عَنكَ إِنَّني
بِمَبلَغ حَولي في رِضاكَ لجاهِد
وَلكِنَّني قَد طالَ سَقمي وَاِكثَرتُ
عَلَيَّ العِهادَ المشفِقات العَوائِد
صَريعُ فِراشٍ لا يَزَلنَ يقلن لي
بِنُصح وَاِشفاق مَتى انتَ قاعِد
فَلَمّا زَجَرت العيس اسرت بِحاجَتي
إِلَيكَ وَذلت لِلسان القَصائِد
وَإِنّي فَلا تَستَبطني بِمَوَدَّتي
وَنُصحي وَاِشفاقي إِلَيكَ لَعامِد
فَلا تُقصِني حَتّى اِكونَ بِصرعَة
فَيَيأسَ ذو قُربى وَيَشمتُ حاسِدُ
انِلني وَقرّبني فَإِنّي بالِغ
رِضاكَ بِعَفو من نِداكَ وَزائِد
ابِت نائِماً اما فُؤادي فَهمه
قَليلُ وَاما مَس جِلدي فَبارِد
وَقَد كانَ لي مِنكُم إِذا ما لَقيتُكُم
ليان وَمَعروف وَلِلخَيرِ قائِد
إِلَيكَ رَحَلت العيس حَتّى كَأَنَّها
قِسيُّ السُرى ذبلى برتها الطَرائِد
وَحَتّى هَواديها دقاق وَشكوها
صَريف وَباقي النِقى مِنها شَرائِد
وَحَتّى دَنَت ذاتِ المِراحِ فَاِذعنت
إِلَيكَ وَكلَّ الراسِماتُ الحَوافِد