بين قلب المحب والأحداق

التفعيلة : البحر الخفيف

بينَ قلبِ المُحِبِّ والأحداقِ

كلُّ حربٍ قامَتْ على كلِّ ساقِ

فتنةٌ طالما أصابَتْ فكادَتْ

تَبلُغُ الرُوحُ من جَراها التَراقي

قد دَهَى سِحرُها المُحِبينَ حتى

عِيلَ صبرٌ وقيلَ هل من راقِ

أثخَنَتْهُمْ ظُلماً فتاهت ولم تَمْ

نُنْ ولم تَفْدِ بعدَ شَدِّ الوِثاقِ

يا مِراض الجُفُونِ لم تتركي من

نا صحيحاً وما لَنا منكِ راقِ

عَجَباً كيفَ يَقتُلُ العبدُ حُراً

عامداً غيرَ آثِمٍ باتّفاقِ

ضِقتُ ذَرْعاً ففَرَّ صبري وفيهِ

أثَرٌ من تَزاحُم الأشواقِ

وتَركتُ القَريضَ بالشامِ حتى

ساقَني نحوَهُ إمامُ العِراقِ

عَلَمٌ ينتمي إلى عُمَرَ الفا

روقِ في نِسبةٍ وفي أخلاقِ

عَرَفتْهُ أسماعُنا قبلَ تَعري

فٍ فكادت تراهُ كالآماقِ

شائعُ الفضل شخصُهُ حلَّ في الزَو

راءِ والذِكرُ سارَ في الآفاقِ

كم له في العيُونِ من حَسَراتٍ

ولهُ في الآذانِ من عُشَّاقِ

شاعرٌ يَنظِمُ اللآلي من اللف

ظِ بِسِمْطٍ من المعاني الدِقاقِ

ما وَثِقنا بِسحرِ بابلَ حتى

فَتَنَتْنا بسِحرها المِصْداقِ

هزَّني بالقريض لُطفاً ولكن

هزَّ جذعاً من الأوراقِ

تكثُرُ الخيلُ في المرابضِ إن عُد

دت ولكن تَقِلُّ عندَ السِباقِ

لم أكن شاعراً فصِرتُ بتقري

ظٍ أتاني كالطوقِ في الأعناقِ

إنَّ ذاك القَليلَ غيرُ قليلٍ

من إمام القريضِ عبدِ الباقي

أيها السيّدُ الكريمُ لقد أب

دعتَ حتى في الرِفقِ بينَ الرِفاقِ

تستطيعُ الثَّنا عليَّ ولكن

ذاك عندي عليكَ غيرُ مُطاقِ

فاتَني شأوُكَ البعيدُ فما أُد

رِكُهُ لو رَكِبتُ مَتْنَ البُراقِ

إنَّ هذِهْ صحيفةُ الشَّوق منِّي

فاتَّخِذهَا صحيفة الميثاقِ

إن تَحُلْ بَيننا النَوَى لم تَحُلْ إنْ

شئتَ بين الأقلامِ والأوراقِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ماذا لقيت من الحبيب وحبه

المنشور التالي

للشوق عندك مقعد ومقيم

اقرأ أيضاً