غضي جفونك يا عيون النرجس

التفعيلة : البحر الكامل

غُضِّي جُفونَكِ يا عُيُونَ النَرْجِسِ

إنَّ المَلاحةَ للعُيُونِ النُعَّسِ

لا تَنظُري وَجْهَ الحبيبِ فطالما

فَتَنَ العُيونَ مُنكِّساً للأرْؤُسِ

إنْ كان هذا الوَردُ يحكي خَدَّهُ

فلِمَ استظَلَّ بكُمِّهِ في المَجلِسِ

وإذا ادَّعَتْ سُمرُ الرِّماحِ قَوامَهُ

صَدَقَتْ ولكن أينَ لِينُ المَلمَسِ

رِشأٌ تجلَّى في رفيعٍ أطلسٍ

كالبدرِ يَطلُعُ في الرَقيعِ الأطلَسِ

حَسَدَتْ مَراشِفَهُ السُلافةُ واستَحى

من حُسنِ بَهْجتِهِ طِرازُ السُندُسِ

نَسَجَ العِذارُ على صفائحِ خَدِّهِ

زَرَداً يَقيهِ نواظرَ المُتَفرِّسِ

وذَكا اللهيبُ بهِ فقال لثَغْرهِ

لا يَطمَعِ الظامي ببَرْدِ الأكؤُسِ

يا مَن أرَتني وَجنتاهُ صَحيفةً

كانت عليَّ صحيفةَ المُتَلمِّسِ

أنكرتُ صَدّاً من حبيبٍ مُوحِشٍ

فأصَبتُ رَدّاً من حبيبٍ مُؤْنِسِ

عاد الحبيبُ إلى الدِّيارِ عَشِيةً

تَرَكَ الحِجارةَ كالجواري الكُنَّسِ

ألقى عليها فضلَ بَهْجتِهِ كما

تَغشَى الجليسَ بفَضْلِ ذَيل البُرْنُسِ

فَرْعٌ كريمٌ يُستطابُ وإنما

طِيبُ الفُروعِ بحَسْبِ طيبِ المَغْرَسِ

يزهو القريضُ بهِ ويحلو نظمُهُ

فيروحُ بين مُشطَّرٍ ومُخمَّسِ

شُغِفَت بهِ العِلَلُ التي قد شاهدَت

شَغَفَ القُلوبِ بهِ وحُبَّ الأنفُسِ

لو كانَ يَستْشفِي العليلُ بنفسِهِ

أغناهُ لُطفُ صِفاتِهِ عن رُوفُسِ

هذا ابنُ مُوسَى الخالِدِ الذِّكر الذي

في كلِّ سِفرٍ ذكرُهُ لم يُطَمسِ

أثرٌ تَيَمَّنا بهِ من بعدِهِ

كالبعضِ من آثارِ بيتِ المَقدِسِ

يا أيُّها الرجُلُ السليمُ فُؤَادُهُ

أنتَ السليمُ فلم تَزلْ في مَحْرَسِ

لا زلتَ مُعجزةَ لكلِّ كريهةٍ

مثلَ الكلام على لِسانِ الأخرَسِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

نادى منادي البين حي على السرى

المنشور التالي

كثيب فوقه غصن رطيب

اقرأ أيضاً

مرة أخرى

مَرةّ أُخرى ينامُ القَتَلَة تحت جلدي وتصير المشنقة عَلَماً أو سنبلهْ في سماء الغابة المحترقة حَذَفَ الظل يديها…