عوجا على غرب لبنان الذي اشتهرا

التفعيلة : البحر البسيط

عُوجا على غَرْبِ لُبنانَ الذي اشتَهرَا

فذلكَ الغَرْبُ شَرْقٌ أطلَعَ القَمَرا

قد مَدَّ للبَرِّ كَفاً فاجتَنَى ثَمَراً

ومَدَّ للبحرِ كَفاً فاجتَنَى دُرَرَا

لئن تَكُنْ أرضُهُ أدنَى بِلادِكما

فتِلكَ أُسٌّ عليهِ البيتُ قد عَمَرا

والأصلُ أدنَى منَ الأغصانِ مَنزلةً

وَهْوَ الذي يُرفِدُ الأغصانَ والثَمَرا

إذا بَدا لَكُما وجهُ الأميرِ بهِ

فسَبِّحا اللهَ إرغاماً لِمَنْ كَفَرا

لا تَصرِفا طَيِّباتِ الشِّعرِ في غَزَلٍ

بحُبِّ ظبيٍ وشَكوَى صاحبٍ هَجَرا

إذا رأينا بديعَ اللُّطفِ مُنفرِداً

عن رُتبةِ النَّاسِ عِفْنا مَذَهبَ الشُّعَرا

وناظِمُ الشِّعرِ نسَّاجٌ يَحوكُ بهِ

لكُلِّ قومٍ على مقدارِهْم حِبَرَا

لَقد مدَحتُ أباهُ قَبلهُ فسَطَتْ

على يَراعي دُيونُ المَدحِ فانكَسَرا

فصارَ عندي لهُ مدحٌ يَحِقُّ لهُ

كسباً ومَدحٌ بحقِّ الإرثِ قد غَبَرا

من للشُيُوخِ بأنْ يُعطَوا فُؤَادَ فتىً

كأنَّهُ قَلبُهم في الدَّهرِ قد فُطِرا

نالَ الكمالَ الذي عِندَ الشُّيُوخِ وقد

خَلَّى لهم بعد ذاكَ الشَيْبَ والكِبَرا

أستغفِرُ اللهَ إنّي لَستُ أمدحُهُ

كما زَعمتُ أطالَ القَولُ أم قَصُرا

هُوَ الذي نالَ ما قد نالهُ وأنا

أُذيعُ للنَّاسِ عن أخلاقهِ خَبَرا

لَقد طَلَبتُ لهُ مِثلاً فأجَهَدني

هذا الطِّلابُ فمنْ يُلقي معي نَظَرا

ومَن تُرى عِندَنا مثلُ الأميرِ فَمنْ

سألتَهُ قالَ من مِثلُ الأمير تُرَى

يزورُهُ الشِّعرُ مُلتاحاً على خَجَلٍ

فيَستظِلُّ بطَيِّ الصُحْفِ مُستَتِرا

في كلِّ يومٍ على وَجهٍ نُقلِّبُهُ

لَفظاً ومَعنىً ولا نَقضي بهِ وَطَرا

يا ابنَ الأمينِ الذي أعطْتكَ شيِمتُهُ

خَمْساً فَزِدْتَ علَيهِنَّ اثنَتَيْ عَشَرا

ليسَ اللَّبيبُ الذي يأتيكَ مُمتدحاً

إنَّ اللَّبيبَ الذي يأتيكَ مُعتذِرا

قد فُقتَ من كانَ فوقَ النَّاسِ مَكرُمَةً

فأنتَ قد صِرتَ فوقَ الفَوقِ مُقتدرِا

كأَنَّما الدَّهرُ فينا شاعِرٌ فَطِنٌ

وأنتَ في نفسِهِ مَعنىً قَدِ ابتُكِرا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

مللت من القريض وقلت يكفي

المنشور التالي

غاب الأمير فما تمادى المرجع

اقرأ أيضاً

غفرت ذنوبا وعاقبتها

غَفَرتُ ذُنوباً وَعاقَبتُها فَأَولى لَكُم يا بَني الأَعرَجِ تَدِبّونَ حَولَ رَكِيّاتِكُم دَبيبَ القَنافِذِ في العَرفَجِ فَلَولا اِبنُ أَسماءَ…