غاب الأمير فما تمادى المرجع

التفعيلة : البحر الكامل

غابَ الأميرُ فما تَمادَى المَرجِعُ

كالبَدرِ في فَلَكٍ يَغيبُ فيَطلُعُ

ألَقى على غَرْبِ البِلادِ قُدومُهُ

طَرَباً عليهِ مَتنُها يَتَوجَعُ

رَجُلٌ تُصاحِبهُ السُّعودُ إذا مَضَى

وإذا أقامَ ففي حِماهُ تَرتَعُ

ما ضَيَّعَ الرَّحمنُ اسمَ محمَّدٍ

فيهِ وإنَّ اللهَ ليسَ يُضيِّعُ

وَرِثَ الأمينَ أباهُ مُتَّخِذاً لهُ

من عندهِ أصلاً فصارَ يُفرِّعُ

فكأنَّهُ أعطاهُ مالَ تجارةٍ

أضَحى غِناهُ برِبحِها يَتَوَسعُ

يا مَن تِجارتُهُ مَكارمُ نفسِهِ

أبداً فغيرَ المجدِ لا يَستبضِعُ

تَرضَى بمَيْسورِ المنافعِ قانعاً

لكنْ بميَسورِ العُلَى لا تَقنَعُ

ما أنتَ من أهلِ الزَّمانِ وإن تَكُنْ

فيهِ فإنَّكَ لَستَ مِمَّن يَتبَعُ

عَمرَتْ رُبوعُ العِلمِ عِندَكَ بَعدَما

كادَتْ تُمزِّقُها الرِّياحُ الأربَعُ

إنَّا لفي زَمَنٍ تَدِبُّ على العَصا

فيهِ العُلومُ وقد تَقومُ فتُصرعُ

ألقى عليها المالُ هيبةَ سَيفِهِ

فمَضَتْ تَصيحُ ووَيْحَها من يَسمَعُ

هذا هُوَ المَلِكُ العظيمُ فإنَّهُ

في الأرض تَخدِمُهُ الخلائقُ أجَمعُ

وهوَ القديرُ الآمِرُ النَّاهي الذي

يَنْهَى ويأمُرُ مَنْ يشاءُ فيَخضَعُ

في كلِّ أهواءِ النُّفوسِ تَصَنُّعٌ

إلاّ هَواهُ فليسَ فيهِ تَصَنُّعُ

ولكُلِّ شَهْوةِ راغبٍ شِبَعٌ سِوَى

من يَشتَهيهِ فإنَّهُ لا يَشبَعُ

حاشا الأميرِ مِنَ المَلامِ فإنَّهُ

في غيرِ كَسبِ فضيلةٍ لا يَطمَعُ

لا تَحسَبنَّ المُستحيلَ ثلاثَةً

فنظيرُهُ للمُستحيلِ يُربَّعُ

يا أيُّها العَلَمُ الرَّفيعُ مَقامُهُ

في كلِّ أمرٍ وَهوَ لا يَتَرَفَّعُ

إنْ قُلتَ هذا شاعرٌ يَغلُو فإنْ

شَهِدتْ معي الدُّنيا فماذا تَصنَعُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

عوجا على غرب لبنان الذي اشتهرا

المنشور التالي

من كان كاتب نون هذا الحاجب

اقرأ أيضاً

تحت قدس الأقداس نم بسلام

تَحْتَ قُدْسِ الأَقْدَاسِ نَمْ بِسَلامٍ خَالِداً بِالذِّكْرَى عَلَى الأَيَّامِ كَامِلُ الخُطْوَتَيْنِ دِيناً وَدُنْيَا بَالِغاً مِنْهُمَا أجَلَّ مُرَامِ كُنْتَ…