دع النسيب وجانب جانب الغزل

التفعيلة : البحر البسيط

دَعِ النَسيبَ وجانِبْ جانبَ الغَزَلِ

فإنَّنا بالتَّهاني اليومَ في شُغُلِ

بشارةٌ طَفَحَتْ من أَرضِ مِصرَ على

جوانبِ الشَّام فوقَ السَّهلِ والجَبَلِ

قامَ المُظَفَّرُ إسماعيلُ مُنتَصِباً

في عرشها كقِيامِ الشَّمسِ في الحَمَلِ

لاحَتْ طوالعُهُ فيها فقلتُ لَها

يا أَسعَدَ الأرضِ هذهِ أَسعَدُ الدُوَلِ

هذا العزيزُ ابنُ إِبراهيمَ نِسبتُهُ

تُصاغُ من أَولياءِ اللهِ والرُسُلِ

فيها الخليلُ واسماعيلُ قَبلُهما

مُحَمَّدٌ جاءَ مضموماً إليهِ عَلِي

هذا ابنُ مَن صِيتُهُ قد طارَ مُنتشِراً

في الشَرقِ والغَربِ مِثلَ السَبعةِ الطُوَلِ

لو كان في أَرضنا طُرْقٌ إلى زُحَلٍ

كانَ انتهى صِيتُهُ منها إلى زُحَلِ

واليومَ قد قامَ اسماعيلُ يخلُفُهُ

في الحَزمِ والعَزمِ بينَ القولِ والعَمَلِ

كانَتْ شَمائلُهُ كالزَّهرِ نافحةً

فأُنتِجَتْ من جَناها صُفوةُ العَسَلِ

خَليفةُ اللهِ رأسٌ والعزيزُ لهُ

يَدٌ تُساعِدهُ بالمالِ والخَوَلِ

إذا تَداعَتْ خُطوبُ الدَّهرِ بادَرَها

كالنَّارِ عندَ هُبوبِ الرِّيحِ في القُلَلِ

قد كانَ في مِصرَ نيلٌ واحدٌ قِدَماً

فزادَها اللهُ نيلاً مُطفِئَ الغُلَلِ

في كلِّ عامٍ لنا عيدٌ نُسَرُّ بهِ

وعيدُها كلَّ يومٍ منهُ لم يَزَلِ

يامِصْرُ قاهرةَ الدُّنيا بسَطوَتِها

قد جَدَّدَ اللهُ من أَيامِكِ الأُوَلِ

دارُ الخلافةِ عادت فيكِ قائِمَةً

كما اقتَضَت حِكمَةُ الرَحمنِ في الأَزَلِ

لكِ الهنا بعزيزٍ عَزَّ جانِبُهُ

كأَنهُ مَلَكٌ في صُورةِ الرَّجُلِ

وليَغْتَنمَ رَبْعُكِ المسعودُ حينَ مَشى

عليهِ من قَدَمَيهِ فُرصةَ القُبَلِ

إن فاتكَ الهَطَلُ المُحيي برحمتهِ

فإن راحَتَهُ تُغنِي عن الهَطَلِ

وإن تأخَرَ فَيضُ النِّيلِ عنكِ فلا

تَرِدْ عليكِ دَواعي الهَمِّ والوَجَلِ

من صامَ فيكِ وصَلَّى فَلْيَقُمْ سَحَراً

يدعو لهُ بامتدادِ الجاهِ والأَجَلِ

لازالَ مُعتَصِماً باللهِ وَهْوَ لدى

مُؤَرِّخيهِ سعيدٌ بالِغُ الأَمَلِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

اليوم ربك أعطى القوس باريها

المنشور التالي

ليوسف ابن الجدي اليوم قد عمرت

اقرأ أيضاً