لو كان يوفي في الهوى بوعوده

التفعيلة : البحر الكامل

لَو كانَ يوفي في الهَوى بِوعودهِ

ما عذَّب المضنى بِنار وَعيدهِ

أَو كانَ يَعرف حَقّ أَرباب الهَوى

مِنهُ لَقام عَلى حِفاظ عُهودِهِ

أَو كانَ لا يُصغي لِقَول عذوله

ما جار قطّ عَلى الشَجي بِصدودهِ

أَفديهِ مِن رَشأ رَشاقة قَدّه

تنبيكَ عَن بان اللِوى وَقُدودهِ

يَسطو عَلى بيض الظُبات قَوامه

حَيث العَوالي السُمر بَعض جُنودهِ

فَظبى لَواحظه تَقوم بِنَصرِهِ

وَكَواسر الأَجفان في تَأييدهِ

شادٍ إِذا غَنّى بِلَحن غِنائِهِ

أَغنى عَن الناي الرَخيم وَعودهِ

مُذ سيّج النسرين آس عذارهِ

نَبت البنَفسج مِنهُ حَول ورودهِ

وَالحسن نقَّطه بَدرِّ حَيائِهِ

فَزَها عَلى ياقوته بِنَضيدهِ

فَتَراه مِن خَجل لِشكواي لَهُ

وَتَأوّهي يَزداد في تَوريدهِ

يا اِبن الخَلاعة لَيسَ لي عُذر سِوى

خَلع العذار عَلى شَقيق خُدودهِ

فَالبَدر تَحتَ قِناعِهِ مُتَهلّل

فَوق القَضيب عَلى النَقا بِبرودهِ

وَالصُبح تَحتَ اللَيل فَوقَ جَبينهِ

وَالشُهبُ حَول عَمود مِن جيدهِ

لِلّه مِن قَلبٍ عَلى خَفقانهِ

يَصبو لِخافق قرطه وَبُنودهِ

ما أَطلَق الدَمع الصَبيب غَرامه

إِلّا لِوَضع الصبّ تَحتَ قُيودهِ

فَكَأَنَّما أَجرى قَصاص محبّهِ

إِجراء مَدمعه بذوب كبودهِ

دَنف حَليف السُهد أَصبَح طرفه

لَمّا تناءى طَيفه بِهجودهِ

مَن لي بِهِ وَالدَهر يَغدر بِالمُنى

وَيصدُّ ذا الآمال عَن مَقصودهِ

فَلأَصبرنَّ عَلى هَواه وَلَو بِهِ

صَرفت صُروف الوَجد قَلبَ عَميدهِ

يا صاح إِن جزت الحمى فَاِنشد بِهِ

قَلبي تَجده مِن مَلاعب غيدِهِ

وَسَل الصبا عَنهُ فمن نار الأَسا

أنّى شَمَمت بِها رَوائح عودهِ

مَن ذا يعيَّرني بِسائل عَبرتي

أَو مَن يعير ناظِري بِجمودهِ

قَسماً بِحُبّ الغانيات وَما بِهِ

قاسى فُؤاد الصَبّ في تَبديدهِ

لَولا مَدائح أَحمَدٍ لَم تُبقِ لي

شَيئاً يد البرحاء مِن مَجهودهِ

شَهم لَه شيم قَلائد وَصفِها

درر تقلّدها الكَمال بِجيدهِ

تَسمو عَلى الجَوزاء رفعة قَدرِهِ

شَرَفاً كَما يَنحطّ قَدر حَسودهِ

هُوَ زينة النادي وَبَدر سَمائه

وَهِلال بَهجته وَشَمس سُعودهِ

تَفنى هُمومك في مَجالس أنسهِ

وَفناء همّ المرء عَين وُجودهِ

فاِشهد شَمائل لُطفه فَكَأَنَّما

أَنفاس رَوض فاحَ نَشر وُرودهِ

مَولىً فَسيح رِحابه في بابهِ

نَيل المُنى فَوق الرَجا لِوفودهِ

أسد لَهُ عَزم شَهامة حزمِهِ

كفرند صارمه بنصل حَديدهِ

حسدت بِحار الشعر أَبحر كَفِّهِ

فَاِنشَقّ قَلب بَسيطه وَمَديدهِ

فردٌ إِذا عُدَّ الكِرام تَفاضلاً

في المَجد مِنهُم كانَ بَيت قَصيدهِ

يعزى لَهُ المَجد المؤثّل وَالتقى

بِالإرث عَن آبائِهِ وَجُدودهِ

يا مَن بِخدمته الزَمان يَكاد في

شَرف يَقوم مَقام بَعض عَبيدهِ

أُهديك مِن غرر المَديح فَريدَةً

لعلاك قلّدها الثَنا بِعقودهِ

فاِسلم وَدم بِسَعادَةٍ أَبَديّةٍ

وَرَفيع قَدر جَلَّ عَن تَحديدهِ

ما غَرّدت ورقُ الحمى سحراً وَما

حنّت لِسجع الصَبّ في تَغريدهِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ما لي أرى السيد المخدوم يكثر من

المنشور التالي

منهل العشاق مورود

اقرأ أيضاً

ضجت لمصرع غالب

ضَجَّت لِمَصرَعِ غالِبٍ في الأَرضِ مَملَكَةُ النَباتِ أَمسَت بِتيجانٍ عَلَي هِ مِنَ الحِدادِ مُنَكَّساتِ قامَت عَلى ساقٍ لِغَي…