منهل العشاق مورود

التفعيلة : البحر المديد

منهلُ العُشّاق مَورودُ

وَمَقال العَذل مَردودُ

وَحَديث الحُبّ عَن شَجني

عنعنت مِنهُ الأَسانيدُ

وَنَديمي في الهَوى رَشأ

فُتنت في حُسنه الغيدُ

كنز شَمس الراح مبسمه

بِسُيوف اللَحظ مَرصودُ

ولثغرِ الكَأس مِن فَمهِ

بِحباب الدُرِّ تَنضيدُ

وَلِخَدّ الراح مِن خَجَل

مِن لماه العَذب تَوريدُ

أَوردتنا الوَرد وَجنته

وَلماه الشهد مَشهودُ

معرض ما خَطَّ عارضه

فَهوَ بِالولدان مَعدودُ

وَصفهُ بِالبَدر مِن عَبَثٍ

وَبَيان الفَرق تَأكيدُ

وَغَزال قَد غَزا جلدي

طرفه وَالقدُّ أملودُ

لا يغرنَّ العَذول بِهِ

إِن نَأى صدٌّ وَتَبعيدُ

لَيسَ يُغريني فَأعتبه

بِمَقام النصح تَفنيدُ

أَيّ صَبٍّ عَن مَحبّتهِ

يَنثَني وَالصَبر مَفقودُ

وَببيض الهند مُهجته

سَلَبتها الأَعيُن السودُ

مُطلق الدَمع الصَبيب لَهُ

بِالتَصابي مِنهُ تَقييدُ

وَحَليف الوَجد شيمته

في الهَوى نوحٌ وَتَسهيدُ

مَن لَهُ وَالحُبّ يوهنه

مِنهُ إِنذار وَتَهديدُ

غَير مَن تُتلى مَدائحهُ

وَهوَ في الحاجات مَقصودُ

أَحمَدٌ وَالخَلق تَحمده

وَكَريم الطَبع مَحمودُ

يا لَها ذاتاً مكرَّمةً

ما لَها بِالوَصف تَحديدُ

ماجدٌ رقّت شَمائلهُ

وَهوَ حرٌّ طَبعه الجودُ

لِلثَنا شَمل يَجمّعه

وَلشمل المال تَبديدُ

يَحسد الوَسميُّ نائِلهُ

وَأَخُو العَلياء مَحسودُ

لا يَشوب المطل في عدة

لا وَلا في القَول تَرديدُ

يا اِبن مَن زانوا العُلى غررا

وَهُم الغرّ الأَماجيدُ

وَبِتَقوى اللَه عَهدَهُم

عِندَ أَهل الفَضل مَعهودُ

إِنَّ شَهر الصَوم صالِحهُ

لَكَ بِالخَيرات مَعدودُ

وَجَزيل الأَجر لَيسَ لَهُ

عِندَ ذي الإِحسان تَحديدُ

فَلذا الباري أَعدَّ لَكُم

منحاً فيها لَنا عيدُ

وَلذا العيد السَعيد بِكُم

في الهَنا تُتلى الأَناشيدُ

وَهِلال الأُنس طالعهُ

في سَما الإِسعاد مَشهودُ

وَلَكُم في التهنئات بِهِ

لِلمُنى عود وَتَجديدُ

لا بَرحت الدهر ذا رُتب

دونَها تلقى المَقاليدُ

ما حمام الدَوح صادحُهُ

قَد شَجاني مِنهُ تَغريدُ

وَهوَ يَشدو في تِلاوته

منهل العُشّاق مَورودُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لو كان يوفي في الهوى بوعوده

المنشور التالي

السعد أصبح كاملا بمحمد

اقرأ أيضاً

وجه بنان كأنه قمر

وَجهُ بَنانٍ كَأَنَّهُ قَمَرٌ يَلوحُ في لَيلَةِ الثَلاثينِ وَالزَدُّ مِن حُسنِهِ وَبَهجَتِهِ كَطاقَةِ الشَوكِ في الرَياحينِ مُبادِرٌ مِن…