بني خالد ما في بني الدهر خالد

التفعيلة : البحر الطويل

بَني خالدٍ ما في بَني الدَهر خالِدُ

تَعزّوا فَفي الصَبر الجَميل فَوائدُ

وَلا تَحزنوا إنّ الكِرام أَعزّة

إِذا ما دَهتهم بِالخطوب الشَدائدُ

وَإِنّ الَّذي فارقتموه لواجد

كَريماً لَهُ في كُلّ فَضل عَوائدُ

أَحقّ بَني الأَيّام بالحُزن وَالأَسا

كَريم عَلى الأَهوال للصَبر فاقدُ

وَفيما يُرى مِن حادث الدَهر في الوَرى

دَليل عَلى أَنّ المهيمن واحدُ

مُصاب دهى ما لِلقُلوب تَجلّد

عَلَيهِ وَلَو أَنّ القُلوب جَلامدُ

مُصاب تَداعى الفَضل فاِنهدّ ركنه

وَمِن دونِهِ نجم السُها وَالفَراقدُ

مُصاب بِهِ كَرّت جُيوش مِن النَوى

عَلَينا فَباتَت في القُلوب تُطاردُ

هُوَ الخَطب كَم أَعيا خَطيباً كَأَنَّما

عَلى أَصغريهِ مِن أَسا البين عاقدُ

فَكَم سَبحت بِالدَمع عَينٌ وَمُقلَةٌ

سبوحٌ لَها مِنها عَلَيها شَواهدُ

وَكَم سالَ دَمع مِن جُفون قَريحة

فَرُدَّ بلوعات الحَشا وَهوَ جامدُ

قِفوا يا بَني الدُنيا اِنظروا حال دَهرِكُم

وَراعوا صُروف الحادِثات وَشاهِدوا

وَما الدَهر بِالجاني عَلَيكُم وَإِنَّما

حبال المَنايا لِلنُفوس مَصائدُ

فَقَدنا مِن الأَبرار مَولى صِفاتهُ

وَأَوصافه الحُسنى نهى وَمَحامدُ

مَضى وَلَهُ في كُلّ فَضل مَناقبٌ

بَدَت وَهيَ في جيد الزَمان قَلائدُ

مَضى وَلَنا أَبقى مِن الحُزن بَعده

أَساً لا تُداويهِ الأساة الأَماجدُ

إِمام بَكى مِن وَعظه كُلّ مَسجد

وَما بَرحت حَتّى بَكَتهُ المَساجدُ

أَلا فاِشهدوا أَنواره كَيفَ تَنجَلي

بِنور تَجَلّى الحَقّ تِلكَ المَشاهدُ

فَيا راحِلاً قَد كانَ مِن زادِهِ التُقى

وَلَيسَ مِن التَقوى عَلى الزاد زائدُ

نَزلت بِساحات الكَريم فَجوده

بِهِ صلة المَوصول وَالعَفو عائدُ

فَطِب واِهن عَبد الله يا نَجل خالد

فَإِنَّك في دار الكَرامة خالدُ

عَلَيكَ سَلام اللَه سر بِسَلامةٍ

فأَنتَ عَلى مَن جوده الجود وافدُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

علام يلوم العاذلون على وجدي

المنشور التالي

هناء به البشرى تروح وتغتدي

اقرأ أيضاً

ومقيل عفر زرته ويد الردى

وَمَقيلِ عُفْرٍ زُرْتُهُ وَيَدُ الرَّدى بَسَطَتْ أَنَامِلَها لِكي تَجْتاحَها وَلَدَيَّ مَرْقومُ القَميصِ قَدِ احْتَمتْ مِنْهُ بِأَكْثِبَةِ الحِمى فَأَبَاحَها…