حبائل البر في استعطاف ذي الهيف

التفعيلة : البحر البسيط

حَبائل البرّ في اِستعطاف ذي الهيف

بَذل اللهى دون بَذل المَدمع الذَرفِ

فَاِستَعمل الحَزم فيما أنت قاصدهُ

وَدَع أمانيك إنّ الأمر غير خفي

لو أنّ للمدمع المِهراق مَنفَعَةً

لَكانَ كُلّ مَن اِستَشفى بِذاكَ شفي

لصرّة أَشتري وَصل الحَبيب بِها

أَحبّ مَن بَيع روحي مِنهُ عَن شَغَفي

عِندي من الدَمع ما يهدى الجَميل بِهِ

لَو كانَ ذَلِكَ مَعدوداً مِن التُحفِ

لِلّه درّ اللهى بِالسحر قَد غلبت

سِحر اللواحظ ذات الغنج وَالوَطفِ

إِنّ الدَراهم مِغناطيس كُلّ رَشا

يرشى بِها كُلّ ذي عطف وَذي صَلفِ

وَفي الدَنانير إِرغام الأُسود كَما

أَنّ الظبا تَأنف التَقليد بِالخَزَفِ

لا يرحَم الأَغيد المَعشوق عاشقه

بِغَيرهنَّ وَلَو أَمسى عَلى جرفِ

ما يَنفَع الرَشأ الوسنان لَو سَهرت

عَيناك فيهِ شَقاً وَهوَ في تَرَفِ

وَما يَضرّ خليّ البال مِن كَلَف

لَو اِنَّ بَلواك قَد أفضَت إِلى التَلَفِ

لا تَشكونَّ الجَفا ما دُمت ذا سعة

فَالمال يبرئ جرحَ العاشق الدَنفِ

وَكَم بِبَذل الأَيادي نال مَأمله

مُستَعطف غُصن بان غَير مُنعطفِ

وَلا تضع بِالتَواني فُرصة سَنَحَت

ما في التَواني سِوى التَفريط وَالأَسَفِ

وَإِنَّما تَألف النَفس الَّتي شَرفت

جَمال كُلّ مَنيع لنيل ذي شَرَفِ

قَد كانَ كُلّ جَمال غَير مُبتذل

وَالآن قَد صارَ مَعدوداً مِن الحرفِ

لا خَير في الحُسن ما دامَت بضاعته

يباع جَوهرها في قيمة الصَدَفِ

إِنّي أنزّه نَفسي أَن يدنّسها

تَمويه مُختلفٍ في زيِّ مُؤتلفِ

فَإِن أَكُن بَعض آثام جَنيت فَما

أَنا إِلى غَير غَفّار بِمعترفِ

لا تَطمَعن في بَني الدُنيا بِنَيل وَفىً

فَلَيسَ في الناس خلّاً بِالوِداد يَفي

وَالناس شَطران ذو مكر وَذو حَسَدٍ

أَيّ الفَريقين تَبغي أَن يَكون صفي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

بنو الدنيا علو طمعا وغدرا

المنشور التالي

نظف القلب من الشك ولا

اقرأ أيضاً