أخذت السماء يا دار ركنا

التفعيلة : البحر الخفيف

أخذتِ السماء يا دار ركنا

وأويت الكواكب الزهر سُكنى

وجمعت السعادتين فباتت

فيك دنيا الصلاح للدين خِدنا

نادَما الدهر في ذَراك وفضا

من سلاف الوداد دَنا فدنا

وإذا الخُلق كان عقد وداد

لم ينل منه من وشَى وتجنى

وأرى العلم كالعبادة في أبـ

ـعد غاياته إلى الله أدنى

واسع الساح يرسل الفكر فيها

كل من شك ساعة أو تظنى

هل سألنا أبا العلاء وإن قلّـ

ـب عينا في عالم الكون وسنى

كيف يهذِى بخالق الطير من لم

يعلم الطير هل بكى أو تغنى

أنتِ كالشمس رفرفا والسماكـ

ـين رواقا والمجرّة صحنا

لو تسترت كنت كالقبة الغرا

ء ذيلا من الجلال وردنا

إن تكن للثواب والبر دارا

كيف إن تمت الملاوة قرنا

لا تَعدِّى السنين إن ذكر العـ

ـلم فما تعلمين للعلم سنا

سوف تفنى في ساحتيك الليالي

وهو باق على المدى ليس يفنى

يا عكاظا حوى الشبا فصاحا

قرشيين في المجامع لُسنا

بثهم في كنانة الله نورا

من ظلام على البصائر أخنى

علَّموا بالبيان لا غرباء

فيه يوما ولا أعاجم لُكنا

فتية محسنون لم يخلفوا العـ

ـلم رجاء ولا المعلم ظنا

صدعوا ظلمة على الريف حلت

وأضاءوا الصعيد سهلا وحزنا

من قضى منهم تفرق فكرا

في نهى النشء أو تقسم ذهنا

ناد دار العلوم إن شئت يا عا

يش أو شئت نادها يا سُكَينا

قل لها يا ابنة المبارك إيه

قد جرت كاسمه أمورك يمنا

هو في المهرجان حى شهيد

يجتلى غرس فضله كيف أجنى

وهو في العرس إن تحجّب أو لم

يحتجب والد العروس المهنا

ما جرى ذكره بناديك حتى

وقف الدمع في الشؤون فأثنى

رب خير ملئت منه سرورا

ذكّر الخيرين فاهتجت حزنا

أدرى إذ بناك أن كان يبني

فوق أنف العدوّ للضاد حصنا

حائط الملك بالمدارس إن شئـ

ـت وإن شئت بالمعاقل يبني

أنظر الناس هل ترى لحياة

عَطَلت من نباهة الذكر معنى

لا الغني في الرجال ناب عن الفضـ

ـل وسلطانه ولا الجاه أغنى

رب عاث في الأرض لم يجعل الأر

ض له إن أقام أو سار وزنا

عاش لم ترمه بعين وأودى

همَلا لم تهب لناعيه أذنا

نظّم الله ملكه بعباد

عبقريين أورثوا الملك حسنا

شغلتهم عن الحسود المعالي

إنما يُحسد العظيم ويُشنا

من ذكىّ الفؤاد يوِرث علما

أو بديع الخيال يَخلق فنا

كم قديم كرقعة النجم حر

لم يقلل له الجديدان شأنا

وحديد عليه يختلف الدهـ

ـر ويفنى الزمان قرنا فقرنا

فاحتفظ بالذخيرتين جميعا

عادة الفطن بالذخائر يعنى

يا شبابا سقونيَ الودّ محضا

وسقوا شانئي على الغل أجنا

كلما صار للكهولة شعري

أنشدوه فعاد أمرد لدنا

أسرة الشاعر الرواة وما عنَّـ

ـوه والمرء بالقريب معنى

هم يضنون في الحياة بما قا

ل ويُلفَون في الحياة أضنا

وإذا ما انقضى وأهلوه لم يعـ

ـدم شقيقا من الرواة أو أبنا

النبوغَ النبوغَ حتى تنصوا

راية العلم كالهلال وأسنى

نحن في صورة الممالك ما لم

يصبح العلم والمعلم منا

لا تنادوا الحصون والسفن وادعوا الـ

ـعلم ينشئ لكم حصونا وسفنا

إن ركب الحضارة اخترق الأر

ض وشق السماء ريحا ومزنا

وصحبناه كالغبار فلا رحـ

ـلا شددنا ولا ركابا زممنا

دان آباؤنا الزمان مليا

ومليا لحادث الدهر دنا

كم نباهي بلحد ميت وكم نحـ

ـمل من هادم ولم يبن مَنَّا

قد أنَى أن نقول نحن ولا نسـ

ـمع أبناءنا يقولون كنا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

الله أعلم والقبور

المنشور التالي

ذكر الحداثة جهلها وغرامها

اقرأ أيضاً