ويوم من صبا آذار حلو

التفعيلة : البحر الوافر

ويوم من صَبا آذار حلوٍ

فقدناه وما بلغ الشبابا

تَصَوَّر من حلى النيروز وجها

وَجمَّع من زخارفه إهابا

فَرَاق صباحه صحوا وزهوا

ولذَّ ضحاه حاشية وطابا

تناثر في البطاح حلى وأوفى

على الآفاق فانتظم الهضابا

وسالت شمسه في البحر تبرا

على مثل الزمرد حين ذابا

كأن نسيمه نفَس العذارى

طعمن الشهد أو ذقن الخبايا

تمناه ابن عباد صبوحا

إذا حث المزاهر والشرابا

وما قدَّرت أن سيجنّ ظهرا

ولم تكن القيامة لي حسابا

تشعَّث لِمة واغبر وجها

ودلَّى مِشفرا وأفترنابا

وبدَّل حسن ذاك السمت قبحا

وأصناف النعيم به عذابا

وضج البحر حتى خِيل موسى

أتى بعصاه أو فرعون آبا

وأبرق في العباب كأن سرا

بأسطول الجزيرة قد أهابا

كأن شعاعها في الثلج نار

لفارس حولها ضربوا القبابا

أو الحسناء يوم العرس جنَّت

فمزقتِ الغلائل والنقابا

فمن سَحَر السماء فأمطرتنا

فكان الدر والذهب الذهابا

تروق العين من بيضاء حال

كما تَرَّبتَ بالتِبر الكتابا

منادف عسجد ظفرت بقطن

فما تألوه ندفا وانتهابا

وقطَّعن الثلوج لكل روض

وكل خميلة منها ثيابا

فمن صور مجللة فِراء

ووِلدان مسربلة جبايا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ألا بديارهم جن الكرام

المنشور التالي

يا شباب اقتدوا بشيخ المعالى

اقرأ أيضاً

أهلا بأول مسلم

أَهلاً بِأَوَّلِ مُسلِمٍ في المَشرِقَينِ عَلا وَطار النيلُ وَالبُسفورُ فيـ ـكَ تَجاذَبا ذَيلَ الفَخار يَومَ اِمتَطَيتَ بُراقَكَ الـ…