هل لكم في شُرب صَهْبَا مُزجت
فهي ما بين اصفرار واحمرارْ
وَلها عَرْفٌ إِذا ما اُسْنشقت
أطربت في دِّنها قبل انتشار
وإِذا عَايَنْتَها في كأسِها
ذهب العقلُ ولم يبق استتار
لست تدري الكأسَ مِن خمرتها
قد صفا الكلُ صفاء إِذا تدار
أسكَرت قَبلَ التثامِ جُلَّنا
حُسنها يُغنيِ طَروبَا عن خمار
كَمْ فَراش واقِع في خمَرها
لمْ يكن يحَسبُ أن الخمر نار
أحرِقت أحشاؤه ثم اغتدى
يكشف الأسرار مخلوع العِذار
قَلَّ من يثْبُتُ إِذا يُؤْتَى بها
أو يرَى في الشرب مَصحوبَ اصطبار