دُجَى غَيْهب التفرِيقِ قد زال واشمطَّا
وَاقبْلَ صُبْحُ الجمع منْ بعد ما شَطَّا
وأدْحَضَ نور الأنْسِ سِدْف دُجُنَّتي
فأصبحتُ لاَ أشْكُو فراقاً ولا شَحْطا
وولّتْ جُيُوشُ الْشَفْع عِنْدَ لِقَائِه
كَفِعْلِ خميسِ الزَّنْجِ حِينَ يرى الْقِبطَا
شَرْبتُ بِكَأسِ مِلْؤُها سِرّ وِتْرِهِ
فَها أنَا نَشْوانٌ وما ذُقْتُ إِسْفَنْطَا
فسيان عندي البعد والقرب والنوى
وما هابني قبض ولا أبتغي بسطا
وهِمتُ بذَات كَانَ بَيْنِي وبَيْنها
مِنَ الوَهْمِ بَحْرُ قَدْ وجَدْتُ لَهُ شطَّا
فيالك من بحر إِذا رام قطعه
أخو الغَرْقِ يلفيه عليه قد اشتطا
فكَمْ مِنْ مُحِب قَدَ تَرَدّى بِمَوْجِهِ
شَهِيدَا وَكَمْ رَأسٍ هُنالكَ قد قُطَّا
فَيا سَاهيا دَعْ عَنكَ رَمْلة عَالِج
ونَجْد ولاَ تَنْدُبْ أرَاكاَ ولا خُمْطا
وكَنْ قَاصِداً لِلْحَقِّ تَحْظ بنيلِهِ
ومَنْ قَصَدَ الوَهّاب لا شَكَ أنْ يُعْطَى
هو الحقُّ ثُمَّ الأيس والأيْسُ كُلُّ مَا
سِواه أرَى لَيْسَا ولكِنَهُ غَطَّى
ولَسَتُ أرىَ غَيْرا إِذا مَا لحَظْتُهُ
وَمَنْ يَلْحَظِ الأوهَام لَمْ يشَهْد القْسْطا