أمور القضا ليست بحكم العوالم

التفعيلة : حديث

أمور القضا ليست بحكم العوالم

ولكن إلى رب حكيم وعالم

قضاها إله العرش جل جلاله

وقدرها من قبل خلق العوالم

بخمسين ألفاً قدرت من سنيننا

فليس لأمرٍ حمه من مقاوم

فلو أن لو تجدي وتنفع قائلاً

لأصبح مفتوناً بها كل لائم

يلوم على ما قدر الله وانقضى

فتباً له ماذا جنى من مأثم

وما كان هذا الأمر بدعاً فقد جرى

لأفضل خلق الله صفوة هاشم

محمد الهادي إلى الرشد والهدى

وأصحابه أهل النهى والمكارم

لئن كان قد أضنى بنا وأمضنا

بشوم الذنوب المعضلات العظائم

من القرح ما نرجوه من فضل ربنا

وإحسانه محواً لتلك الجرائم

فقد مسهم من ذلك القرح فادح

فكانوا طعاماً للنسور الحوائم

بأيدي رجال من ذوي الصدق في اللقا

حماةً كماةٍ كالأسود الضراغم

يسومون في الهيجا نفوساً عزيزة

وترخص منهم في حضور المواسم

وقد غادروا أبناء حائل في الوغى

جثاثاً ركاماً كالهشيم لشائم

وقد من مولانا بطلعتك التي

أضاءت بها شمس العلى في العوالم

فأصبح هذا الناس في ظل مجدكم

بأمن وفي رغد من العيش ناعم

وجاء بك المولى معافاً مسلما

وأعداك في كبت وذل ملازم

لتنصر دين المصطفى وتقيمه

وتنكأ من أعدائنا كل غاشم

وتعلي من الإسلام أعلام مجده

وتحميه عن كيد العدو المراغم

فكن ناصراً للدين معتصماً به

فليسوا على شيء من الدين عاصم

وجرد بجد سيف عزمك ناهضاً

بهمتك العليا لنيل المكارم

وجر عليهم جحفلاً بعد جحفل

واثخنهمو بالمرهفات الصوارم

وأعمل هديت اليعملات بغزوهم

وأرهبهمو بالصافنات الصلادم

واعدد لهم منها كميناً فإنه

يكون لكم ظهراً وردماً لرائم

وشن عليهم غارة بعد غارة

على غرة منهم وذا فعل حازم

ولاسيما الأعراب منهم فإنهم

هم الردء للأعدا بتلك الملاحم

أولئك أوباش جند ذوي الردى

وهم قوى الباغين أهل المآثم

فمزقهموا أيدي سبا وأذقهمو

كؤوس الردى بالمرهفات الصورام

وأنت بما قلناه أدرى وعلمكم

بكل الأمور الساميات المعالم

أحق وأعلا منظراً ومقامكم

أجل لدى أهل النهى المكارم

لأنك محمود المآثر في العلا

ومجدك سام فوق هام النعائم

بك الله يا عبد العزيز أعزنا

وأنقذنا من رق باغ وظالم

فلا زلت في عز أطيد مؤيد

ولازلت منصوراً على كل غاشم

يساعفك الإقبال والعز والنهى

على كل من ناواك يا ابن الأكارم

وأزكى صلاة الله ثم سلامه

على المصطفى المعصوم صفوة آدم

وأصحابه والآل مع كل تابعٍ

وتابعهم ما انهل ودق الغمائم

إذا رمت من روض الرياض معالما

مشيدة أعظم بها من معالم

وتنظر فيها للمكارم والعلا

رسوماً لأرباب النهى والمكارم

فدونك منها دوحة المجد قد سمت

وقد ِأرقت أنوارها في العوالم

بتمهيد مقدام هزبر غشمشم

مقدم آساد ليوث ضراغم

هو الملك السامي إلى ذروة العلا

إلى منتهى مجد وطيد الدعائم


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

دع للعبرات تنسجم انسجاما

المنشور التالي

معالي الأمور الساميات المعالم

اقرأ أيضاً

أإبراهيم دعوة مستعيد

أَإِبراهيمُ دَعوَةَ مُستَعيدٍ لِرَأيٍ مِنكَ مَحمودٍ فَقيدِ تَجَلّى بِشرُكَ الأَمسِيُّ عَنّي تَجَلّى جانِبِ الظِلِّ المَديدِ وَأَظلَمَ بَينَنا ما…

خطاب من أوباما

قَرْعُ طَناجِرِكُمْ في بابي أرهَقَني وَأطارَ صَوابي.. (افعَلْ هذا يا أوباما.. اترُكْ هذا يا أوباما أمطِرْنا بَرْدًا وسَلاما…