يا فتاح يا عليم

التفعيلة : حديث

بين البنايات ضوء الشمس مختبئ

وفي الشوارع تسعى خلفه الشرط

قد قرروا الليل تقريراً وعممه

على الحواجز ضباط لهم خطط

وكلما وجدوا شيئاً به شبه

منه بأحبال حواماتهم هبطوا

من كان في وجهه نور أحيط به

ومن غدا شرراً في وجهه السخط

وكل من ضحكوا في شارع أخذوا

وكل من همسوا في دورهم ضبطوا

وكل من دمعت عيناه أو لمعت

حتى قد اعتقلت في العتمة القطط

وأصبح الرمح يخشى لمع حربته

والسيف يغمد فوراً حين يخترط

حتى أغانيهم باتت محرمة

لأنها عتمة بالنور تختلط

وكل ما أشبه الشمس استدارته

فلم يعد ثمر البستان يلتقط

وكل عِقدٍ على الأعناق مبتسمٍ

وكل جوهرة ما ضمها سفط

تخفي الفتاة بنهديها قلائدها

والصدر تحت احتضان الكتب ينضغط

لو أزعجتهم من الحرف استدارته

لو أنه النون في القرآن ينكشط

بل أبلغوا كل طفل في مدارسهم

أن يكتبوا بحروف ما لها نقط

وكل من حاولوا تصحيحها اعتقلوا

ما لم يخطوا اعترافاً أنهم غلطوا

وأطبق الليل إذ مدوا إقامته

بلا نجوم ولا بدر كما اشترطوا

فسار صف طويل من عساكرهم

فواحداً واحداً في حفرة سقطوا

إذ ذاك أخفى رئيس القوم صلعته

بصبغها وقضى الساعات يمتشط

يسمع مدحاً جديداً في وسامته

من معتمات المرايا وهو مغتبط

فالناس في دورهم والأمن منتشر

والشر منقبض والخير منبسط

ثم اطمأن إلى مرآته ومشى

مشي الحزقة في الظلماء يختبط

والشمس تضحك خلف الأفق ناظرة

لليل شيئاً فشيئاً وهو ينفرط


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

النساء

المنشور التالي

لزوم ما لا يلزم

اقرأ أيضاً