في بابل القديمة
يقول هيرودوت
كانت النساء يؤخذن إلى معبد عشتار
ويجبرن على قضاء ليلة مع زواره
يختار الرجل الورع امرأة فتتبعه
فإذا انتهيا أعطاها قطعة فضة على اسم عشتار
أو أفروديت كما يسميها هيرودوت
وكتب يقول
إن حبلين ممدودين على قوائم خشبية في الأرض
كأنهما سوران كانا يلتويان أمام المعبد
لتقف بينهما النساء ويختارهن المتعبدون
فكانت الجميلات يخترن سريعاً ويقضين ما عليهن
أما غير الجميلات
فقد ينتظرن أمام المعبد شهوراً حتى ينتقين
فانظر
في وجوه هاتيك النسوة
واحفظ ملامحهن جيداً
كتب ابن فضلان يقول إن الروسية الأوائل
كانوا إذا مات منهم رئيس سألوا عبيده
من منكم يموت معه
فيقول بعضهم أنا
فإن فعل لم يكن له أن يتراجع
وقال إن أكثر من يفعل ذلك الجواري
فإذا تطوعت جارية للموت
صنعوا لها بناء خشبياً كأنه إطار باب
فتقف على أكف الرجال حتى تشرف عليه
فتقول هو ذا أرى أبي وأمي
ثم ينزلونها
ويرفعونها ثانية
فتقول هو ذا أرى كل قرابتي الموتى
ثم ينزلونها ويرفعونها ثالثة
فتقول هو ذا أرى مولاي
ومعه الغلمان والرجال في الجنة
وهو يدعوني فاذهبوا بي إليه
فحين يقتلونها خنقاً ثم طعناً ثم إحراقاً
كانوا يضربون بالخشب على الدروع
لكيلا تسمع الجواري الأخريات صياحها
فيمتنعن عن التطوع للموت مع مواليهن
انظر في وجه هذه الجارية
واحفظ ملامحها جيداً
وانظر في وجه امرأة رومية سباها الملك العظيم
علي بن عبد الله
سيف الدولة الحمداني
فانتهى بها المطاف في سوق نخاسة بالري أو مرو
ولا نعرف عنها إلا أبيات المتنبي:
فلم يبق إلا من حماها من الردى..
لمى شفتيها والثدي النواهد
تبكي عليهن البطاريق بالدجى..
وهن لدينا ملقيات كواسد
بذا قضت الأيام ما بين أهلها..
مصائب قوم عند قوم فوائد
فاحفظ ملامحها جيداً
ثم انظر في وجه امرأة بمعرة النعمان
أخذ الصليبيون رضيعها فأكلوه
ثم فعلوا بها ما يفعل بمثلها عند سقوط المدن
واحفظ ملامحها جيداً
ثم انظر في وجه طبيبة من قرطبة
أحرقها ديوان التفتيش بتهمة السحر
واحفظ ملامحها جيداً
وانظر في وجه امرأة بدوية من النقب
استباحها جنود إسرائيليون
ثم أمروها أن تبدأ بالحفر
فلما رأت المجرفة
فهمت ما يريدون بها
فركضت تريد الهرب
فأطلقوا عليها النار
واحفظ ملامحها جيداً
تذكرهن جميعاً
واعلم أن أولادهن وبناتهن الحافظين ملامحهن
في يوم من الأيام
سينقذون هذا العالم