وداعا للرمال وللمغاني

التفعيلة : البحر الوافر

وداعاً للرمال وللمغاني

وداعاً للملاحة يا صديقي

أتذكر كيف كان الموج يجرى

كما يجرى الشقيق إلى الشقيق

وقفنا في جوار اليمّ سكرى

كسكر الناظرين إلى الرحيق

نرى في البر ألوان التناجى

وفي البحرِ المشارف والعميق

كأن الحسن ذاب بكل لونٍ

نراه وفي المياه وفي الطريق

سكرنا سكرة الحرمان حتى

كلانا كالأسير وكالطليق

وهذا الجوّ يملؤه حناهٌ

ولو أن الغروب من الحريق

وأبنا أوبةَ المهزومِ لكن

بنا طرقٌ من الأدب الحقيقي

وحين مضى القطار يقل وجدى

ووجدك كالرفيق من الرفيق

رأينا الحسن وثّاباً جريئاً

يحاصرنا كأحلام العشيق

فعوّضنا من التبريج صفواً

ومن صور الخشونة بالرقيق

وأضحكنا من السفر المواتى

بألوان الأثاث وبالزعيق

رموه خنادقاً وقلاع حربٍ

فصار مدى الطريق من المضيق

وذا طستُ الغسيل يداس حتى

يزمجر بالرعود وبالبروق

وتمضى الغانيات على تثنٍّ

تثنّى النور في الجو الصفيق

فسبحانَ المكافىء والمعزّى

وما أدنى الرجاء بكلّ ضيق

لقد عدنا بقهقهةٍ وأنس

وأحلام الرشاقةِ والرشيق


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

إن كان ذنبي في الهوى

المنشور التالي

أبا شادي وأنت فتى طروب

اقرأ أيضاً

عز لتونس

عِزٌّ لأمِّ مُحَمَّدٍ وَفَتَاها عزٌّ لتُونِسَ أرْضِها وَسَماها عِزٌّ لِكُلِّ أُخَيَّةٍ تَبْكِي عَلَيْهِ بِخَيْرِ مَا تَبْكِي الكِرَامُ أَخَاها…

جعلت حلاها وتمثالها

جَعَلتُ حُلاها وَتِمثالَها عُيونَ القَوافي وَأَمثالَها وَأَرسَلتُها في سَماءِ الخَيالِ تَجُرُّ عَلى النَجمِ أَذيالَها وَإِنّي لِغِرّيدُ هَذي البِطاحِ…

ستباشر الأجداث وحدك

سَتُباشِرُ الأَجداثَ وَحدَك وَسَيَضحَكُ الباكونَ بَعدَك وَسَتَستَجِدُّ بِكَ البِلى وَسَتُخلِقُ الأَيّامُ عَهدَك وَسَيَشتَهي المُتَقَرِّبو نَ إِلَيكَ بَعدَ المَوتِ…