فررتُ منكم إليكم
فجئتُ أسأل عنكم
أخاف أن تنكروني
خان الزمان فخنتم
قد جئت أنشد قلبي
قلبي الذي قد أسرتُم
ردّوه عدلاً وإلّا
فالعدل فيما ظلمتم
قد جئتُ أسأل عنهُ
وجئت أسأل عنكم
لا تسألوا كيف حالي
فالحال في الحب أنتم
نزلتُ بالخان أشكو
من غربتي ما جنيتم
عن داركم حدّثوني
قد بنتُ عنها وبنتم
لا دار إلا بوجد
وما أراكم وجدتم
الدار تشكو جفانا
ومصدر الشكو أنتم
الدار تسأل عمّا
كانت وكنا وكنتم
لو عدتُ عاد صباها
وعاد ما قد عهدتم
هل يسأل الحبّ عني
وأنتمو قد صددتم
هل تعرف السر مني
وأنتمو قد جهلتم
لا تعجبوا من عتابى
إني حييت ومتّم
دار الغرام تريني
من لوعتي ما جحدتم
أزورها بخيالي
وخاطري إن بخلتم
أوّاهُ من نار حبّ
من وقدها قد نجوتم
لو شئت أن تصطلوها
لما سهرت ونمتم
الدار تشكو جفانا
ومصدرُ الشكو أنتم
إني أراها وأدرى
من سرها ما طويتم
أحجارُها عاتبات
على الذي قد صنعتم
أطيارها شادياتٌ
بغير ما قد شدوتم
الحبّ منكم برىءٌ
فلا عفا الحب عنكم
أينقضى العمر عتباً
على الهوى وعليكم
ولا تجيزون رفعى
شكواي منكم إليكم
متى أراكم وألقى
شكواي بين يديكم
عندي حديثٌ طريفٌ
يروقكم لو سمعتم
عندي الذي قد جهلتم
عندي الذي قد علمتم
لا تهربوا من لقائي
ويلٌ لكم إن هربتم
لو شئتُ طرتُ إليكم
لأشبع الروح منكم
بيني وبين حماكم
دقائق لو سمحتم
أخاف أن تنكروني
خان الزمان فخنتم
البيتُ مني قريبٌ
وإنما البعد أنتم
فما شقاوة روحي
يا غ غادرين سعدتم
وصلتكم فمللتم
هجرتكم فشكوتم
ما للصبابة عقلٌ
جنّ الهوى فجنتم
أعلنتُ حبى فثُرتم
كتمته فغضبتم
لو طار روحي إليكم
لقال روحي وقلتم
وأزعجتكم شجونٌ
من نارها قد سلمتم
لن تثبوا لعتابي
وإن جهلتم فصلتم
في سنتريس نبغتم
وفي سيوطَ أقمتم
ما أصلكم أنبئوني
لأقبلَ التوب منكم
دعوا فؤادي دعوه
يفرَّ منكم إليكم