الرجل الكفيف

تصنيف القصة : عبرة

رأى شاب فتاة وأعجب بها كثيراً، فقد كانت فائقة الجمال وكان كل من يراها يشهد لها بذلك، أعجب بها الشاب وتقدم لخطبتها فوافقت على الزواج منه، ثم عاش الزوجان حياة سعيدة وبحب عظيم، وخططا لها وأنجبا الأطفال، كان الزوج يعمل في شركة تطلب منه السفر لأداء المهام، حيث كانت تستغرق رحلاته في العادة عدة أشهر، وفي يوم من الأيام سافر الزوج إلى أحد البلدان في مهمة، فحزنت الزوجة حزناً كبيراً وعبرت لزوجها عن خوفها عليه، فطمأنها وأكد لها أنه سيطمئنها عليه باستمرار ولن تشعر بغيابه، ثم سافر.

وفي أثناء سفره، أصيبت زوجته بمرضٍ خطير شوه وجهها وأفقدها جمالها، إلا أنها لم تخبره بذلك وبقيت خائفة من رد فعله عند عودته من رحلته، وعانت ما عانت من الأفكار السلبية ظناً منها أنه سيكرهها، ولن يتحمل أن يعيش معها ومع الأطفال، إلى أن جاء اليوم الذي عاد فيه، في ذلك اليوم وصل الزوج من السفر وعندما طرق الباب فتحت له وهي خائفة ومترددة، فبكى بكاءً شديداً عندما رآها وأخبرها أنه فقد بصره إثر حادث حصل معه أثناء سفره، فبكت الزوجة بحرقة، وحزنت لما أصاب زوجها وأصابها حزناً شديداً، ثم استقرت حياتهما وعادت لهدوئها وتأقلما مع ما حدث معهما.

وبعد فترة قليلة حدثت المصيبة، حيث اشتد المرض على زوجته فأخذها زوجها إلى المستشفى، وفي الطريق أصيبت بسكتة قلبية وتوفيت، فحزن الزوج حزناً شديداً، وكان يبكي بحرقة في مراسم الدفن والعزاء، وبعد انتهاء المراسم كان يمشي متجهاً إلى المنزل، فاقترب منه أحد الحضور ليساعده فقال له: لا داعي أن تساعدني فأنا لست كفيفاً وإنما تظاهرت بذلك خشية أن تصاب زوجتي بالإحباط وتفقد ثقتها بنفسها.


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قهوة بالملح

المنشور التالي

الحب لا يعرف الوقت

اقرأ أيضاً