وخميلةٍ نسج الربيعُ برودَها
برَّاقةً من شمسِهِ وَغمامِهِ
يزكو بأنفاسِ الأزاهرِ نشرُها
يا طيبَ أنفاسِ الرحيقِ بجامِهِ
وَيموجُ مِنْ مَرّ النسيمِ جميعُها
كالماءِ تجري الريحُ فوق جِمامه
والزهرُ بين مفتِّحٍ وَمغمِّضٍ
أحسنْ به في صحوِه وَمنامه
نَفَضَ الربيعُ عليه من ألوانه
فكأنه إذ رفَّ من أعلامه
والطيرُ يشدو والفراشُ مرفرفٌ
مَرَحاً وَتلعاباً عَلَى أنغامه
والشمسُ من خَلْفِ الغمامِ كليلةٌ
ولكنّها كالبدرِ عند تمامه
والغربُ بالأشباحِ يزخر أُفقهُ
فكأنها الأضغاثُ من أحلامه
حتى طلعتِ فكنتِ أحسنَ طلعة
من باسمِ النوارِ في أكمامه
فشغلتني عن كل ما أحبَبْتُ مِنْ
صورِ الربيعِ وَطيبهِ وَكلامه
وقدحتِ زندَ الشعرِ بي فقبستُ مِنْ
عينيك سحرَ بيانِه وَنظامه
والشعرُ يستهوي النُهى إن كان في
وَصفِ الجمالِ وَكان من إلهامه