تكثَّفَ الهواءُ الأبيض، وتباطأ وانتشر
كالقطن المنفوش في الفضاء. وحين لامس
جسَدَ الليل أضاءه من كل ناحية. ثلج.
انقطع التيار الكهربائي، فاعتمدت على
ضوء الثلج لأهتدي إلى الممر، الفاصل
الموسيقي، بين جدارين، فإلى الغرفة المجاورة
لشجيرات النخيل الست الواقفات كراهبات
على كتف الوادي. فرَحٌ شِبهُ ميتافيزيقي
يأتيني من كلِّ ما هو خارجي، وأَشكر الريح
التي جاءت بالثلج من أقاليم لا تصل إليها
إلا الروح. لو كنتُ غيري لاجتهدت في وصف
الثلج. لكني إذ أنخطفُ في هذا العشب
الكونيّ الأبيض، أتخفف من نفسي فلا أكون
أنا، ولا أكون غيري، فكلانا ضيفان على
جوهر أبيض، مرئي وواسع التأويل.
وحين عاد التيار الكهربائي، أطفأت الضوء
وبقيت واقفا أمام النافذة لأرى كم أنا
هناك… طيفاً في ما وراء الثلج
اقرأ أيضاً
بكائية على صدر الوطن
الحركة الثانية في تلك الساعة .. حيث تكون الروضة فحل حمام في جبل مهجور وأضم جناحي الناريين على…
تعست فما لي من وفاء ولا عهد
تَعِستُ فَما لَي مِن وَفاءٍ وَلا عَهدِ وَلَستُ بِأَهلٍ مِن أَخِلّايَ لِلوُدِّ وَلا أَنا راعٍ لِلإِخاءِ وَلا مَعي…
بيت لجاورجيوس أنشا بنايته
بَيتٌ لِجاوَرْجِيوسْ أَنشَا بَنايَتَهُ أَغابِيُوسْ حَبْرُنا المَشهور في البَشَرِ فَقِفْ بِهِ خاشعَ الأَبصارِ مُبتَهِلاً وَلُذ بِساكنِهِ في مَطلَعِ…
أنوما وقد بان الخليط تذوق
أنَوماً وَقَد بَانَ الخَليطُ تَذُوقُ ودار كزعم العادلات مذيق وَهَبكَ التَمَست الطَّيفَ مِن السُّها أرَدّاهُ غَيمٌ أم جلاهُ…
يوما حليمة كانا من قديمهم
يَوما حَليمَةَ كانا مِن قَديمِهِمُ وَعَينُ باغٍ فَكانَ الأَمرُ ما اِئتَمَرا يا قَومُ إِنَّ اِبنَ هِندٍ غَيرُ تارِكِكُم…
طرحتم من الترحال ذكرا فغمنا
طَرَحتُم مِنَ التِرحالِ ذِكراً فَغَمَّنا فَلَو قَد شَخَصتُم صَبَّحَ المَوتُ بَعضَنا زَعَمتُم بِأَنَّ البَينَ يُحزِنُكُم نَعَم سَيُحزِنُكُم عِلمى…
لي في دهستان لا جاد الغمام لها
لِي في دَهِستانَ لا جادَ الغَمام لَها اِلّا صَواعِقَ تَرمي النارَ وَالشُهُبا ثاوٍ ثَوى مِنهُ في قَلبي جَوى…
بشرى كما أسفر وجه الصباح
بُشرى كَما أَسفَرَ وَجهُ الصَباح وَاِستَشرَفَ الرائِدُ بَرقاً أَلاح وَاِرتَجَزَ الرَعدُ يَمُجُّ النَدى رَيّا وَيَحدو بِمَطايا الرِياح فَدَنَّرَ…