يتلفت المنفيّ نحو جهاته
وتفر منه المفردات الذكريات
ليس الأمام أمامه
ليس الوراء وراءه
وعلى اليمين إشارة ضوئية
وعلى اليسار إشارة أخرى
فيسأل نفسه:
من أين تبتدئ الحياة ؟
ــ لابد لي من نرجس
لأكون صاحب صورتي!
ويقول: إن الحر من يختار منفاه
لأمر ما …
أنا حرٌ إذن
أمشي … فتتضح الجهات
اقرأ أيضاً
أيها المصلحون ضاق بنا العيش
أَيُّها المُصلِحونَ ضاقَ بِنا العَيـ ـشُ وَلَم تُحسِنوا عَلَيهِ القِياما عَزَّتِ السِلعَةُ الذَليلَةُ حَتّى باتَ مَسحُ الحِذاءِ خَطباً…
ولو أن غير الموت لا قى عدبسا
وَلَو أَنَّ غَيرَ المَوتِ لا قى عَدَبَّساً وَجَدِّكَ لَم يَسطِع لَهُ أَبَداً هَضما فَتىً لَم يَكُن فَقرٌ يَضعضِعُ…
كأنما ياسميننا الغض
كَأَنَّما ياسَمينُنا الغَضُّ كَواكِبٌ في السَماءِ تَبرُ وَالطُرُقُ الحُمرُ في جَوانِبِهِ كَخَدِّ عَذراءَ نالَهُ العطرُ
رأيت حساما في ذرى عامر وقد
رَأيتُ حُسَاماً فِي ذَرَى عَامِر وَقَد كَسَاهُ بَيَاضاً خَوفَ أن يَتَغَيَّرَا فقلتُ لَبِستَ الذُّعرَ يا سَيفُ أبيضَا وَعَهدِي…
ألا إسقنيها صاحبي وخليلي
أَلاَ إِسْقِنِيها صاحبِي وخَليلي شَمُولاً وهلْ أَحْيا بغيرِ شَمولِ أَرحْنا نُباكِر شُرْبَها ذَهَبِيّةً بِذي شَبمٍ نائي المرامِ نَبيلِ…
إساءة دهر برحت بي نوائبه
إِساءَةُ دَهرٍ بَرَّحَت بي نَوائِبُه وَخَطبُ زَمانٍ بِالمَلامِ أُخاطِبُه عَفاءً عَلى وادي نَريزَ فَإِنَّهُ تَسيلُ بِغَيرِ المَكرُماتِ مَذانِبُه…
أزور فتقصيني وأنأى فتعتب
أَزورُ فَتُقصيني وَأَنأى فَتَعتَبُ وَأَوهَمُ أَنّي مُذنِبٌ حينَ تَغضَبُذ وَأَرجو التَلاقي كُلَّما بَخِلَت بِهِ كَذَلِكَ يُرجى البَرقُ وَالبَرقُ…
لا تعجبن فما للدهر من عجب
لا تَعجَبَنَّ فَما لِلدَهرِ مِن عَجَبِ وَلا مِنَ اللَهِ مِن حِصنٍ وَلا هَرَبِ يا فَضلُ لا تَجزَعَن مِمّا…