لم أَعتَذِرْ للبئر حين مَرَرْتُ بالبئرِ،
استَعَرْتُ من الصَّنَوْبَرة العتيقةِ غيمةً
وعَصَرْتُها كالبرتقالةِ، وانتظرتُ غزالة
بيضاءَ أسطوريَّةً. وأَمَرْتُ قلبي بالتريّث:
كُنْ حياديّاً كأنَّكَ لَسْتَ مني! ها هنا
وقف الرُّعاةُ الطيِّبون على الهواء وطوَّروا
الناياتِ, ثم استدرجوا حَجَلَ الجبال إلى
الفخاخ. وها هنا أَسْرَجْتُ للطيران نحو
كواكبي فَرَساً، وطرتُ. وها هنا قالت
لي العرَّافةُ: احذرْ شارع الإسفلت
والعرباتِ واُمشِ على زفيرك. ها هنا
أرخيتُ ظليِّ وانتظرتُ, اُخْتَرْتُ أَصغرَ
صخرةٍ وَسَهِرْتُ. كَسَّرْتُ الخرافة وانكسرتُ.
ودُرْتُ حول البئر حتى طِرْتُ من نفسي
إلى ما ليس منها. صاح بي صوتٌ
عميقٌ: ليس هذا القبرُ قَبركَ, فاعتذرت.
قرأت آيات من الذكر الحكيم, وقُلْتُ
للمجهول في البئر: السلام عليك يوم
قُتلتَ في أَرض السلام، ويَوْمَ تصعَدُ
من ظلام البئر حيّا!
اقرأ أيضاً
مشين لنا بين ميل وهيف
مشين لنا بين مِيلٍ وهِيفِ فقل في قناةٍ وقل في نزيفِ على كلّ غصنٍ ثمارُ الشبا بِ من…
يا حار إن كنت امرأ متوسعا
يا حارِ إِن كُنتَ اِمرَأً مُتَوَسِّعاً فَاِفِدِ الأُلى يُنصِفنَ آلَ جَنابِ أَخَواتُ أُمِّكَ قَد عَلِمتَ مَكانَها وَالحَقُّ يَفهَمُهُ…
أيها البدر الذي يجلو الدجا
أيُّها البَدرُ الّذي يجلو الدُّجا إنُّ رُوحي في هَواكُمْ تحتَرِقْ أنا مِن جُملَةِ أحرارِ الورى غيرَ أنَّي في…
لك المجد تروى عن عداه علاه
لَكَ المَجدُ تُروى عَن عِداهُ عُلاهُ فَأَيُّ رَجاءٍ قَد عَداهُ نَداهُ إِذا شِئتَ يَوماً أَن تَراهُ فَإِنَّما تَرى…
قد عرفنا مغزاك ياعيار
قَد عَرَفنا مَغزاكَ ياعَيّارُ وَتَلَظَّت كَما أَرَدتَ النارُ لَم أَزَل ثابِتاً عَلى الهَجرِ حَتّى خَفَّ صَبري وَقَلَّتِ الأَنصارُ…
كأن الكتب أجياد الغواني
كَأَنَّ الكُتبَ أَجيادُ الغَواني تَبَدَّت مِن سُطورٍ في عُقُودِ كَأَنَّ سُطُورَها جَزعٌ بَهيمٌ بَدَت فيهِ مَعانٍ مِن فَريدِ
ألا إن ليلى العامرية أصبحت
أَلا إِنَّ لَيلى العامِريَّةَ أَصبَحَت تَقَطَّعُ إِلّا مِن ثَقيفٍ حِبالُها إِذا اِلتَفَتَت وَالعيسُ صُعرٌ مِنَ البُرى بِنَخلَةَ غَشَّ…
قل لمريض الحدق
قُلْ لِمَرِيضِ الحَدَقِ ذِي طُرَرٍ كَالحَلَقِ هَلْ في فُؤادِي لِلضَّنى أَوْ جَسَدِي شَيءٌ بَقِي فَمُقلَتي أَجْفانُها مَكْحُولَةٌ بِالأَرَقِ