الجارُ و المَجرور

التفعيلة : نثر

لي جارٌ مُخبِرٌ
في قَلبِهِ تَجري دِماءٌ وشِراك
نَظرَةٌ مِنهُ .. هَلاك
هَمسَةٌ مِنهُ .. هَلاك
رَحمَةٌ مِنهُ .. هَلاك !
هو إنْ حاوَلتَ أنْ
تَهرُبَ مِن عَينَيهِ زارَك
فإذا ما لُذتَ بالصَّمتِ استثارَك
فإذا لم يَستَطِع
كَلّفَ بالأمرِ صِغارك !
هو حتى عِندما يُغمِضُ عَينَيهِ يَراك
وهو يَدري أينَ أَمضَيتَ نَهارَك
وهو يَدري أينَ أمضَيتَ غدا
يُدرِكُ بالفِطرَةِ مِقدارَ أمانيك
ومِقدارَ أساك
يَومُه : بَحرٌ مِن الناس
وعَيناهُ وكَفّاهُ : شِباك
فإذا لَم يَلقَ صَيداً
قادَ رِجليهِ إلى السُّلطَةِ مَخفوراً
وألقى نَفسَهُ مُتَّهماً ظُلماً .. هُناك !
ذاتَ يَومٍ
قال : إنَّ الظُلمَ كُفرٌ
قُلتُ : حَقّاً .. هو ذاك
غَيرَ أني لم أكَد أنطِقُ
حتى وَضَعَ القَيدَ بِكَفّي
ومَضى بي نَحوَ حَتفي
قائِلاً : تَطعَنُ في الحُكمِ إذن ؟
تَبغي القوانينَ على وَفقِ هَواك ؟
قلت : لكن .. أنتَ جاري
قال لي : إحفظ وَقارَك
لا تُعلِّمني بِديني
فرسول الله وصّى
قال ( جارَك
ثُم جارَك
ثُم جارَك )
هل تَرى أني تَحيَّزتُ
ولم أضبِط مِن الجيرانِ
مَشبوهاً سِواك ؟
كُلُّهُم سَلَّمتُهم
هيا بنا
سَوفَ يَملُّونَ انتظارَك !
قُلتُ : لكن رسولُ الله
وصى بعدنا ( ثُم أخاك )
قال : خالفتُ رسولَ الله في العَدِّ
فَسلَّمتُ أخي
مِن قَبل أنْ تَبرحَ دارَك !


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

صاحب الضخامة ..... محقان المفدى

المنشور التالي

ليلة

اقرأ أيضاً