أجذوة تشعل

التفعيلة : البحر الموشح

أَجَذوَةٌ تُشعَلُ

أَم بِنتُ دَنٍّ تُشرِقُ

هَذَّبَها الحُسنُ

فَنارُها لا تَحرِقُ

لِلَّهِ مِن بِكرِ

شابَت وَلَم تَنسَ الخَفَر

لَها سَنا الزُهرِ

وَطيبُ أَنفاسِ الزَهَر

في رِقَّةِ الفِكرِ

لَكِنَّها تُنسي الفِكَر

فَاِشرَب دَعِ العُذَّل

بِما شَرِبنا يَشرَقوا

وَاِجهَر فَإِن ظَنّوا

بِنا مُجوناً حَقَّقوا

أَحبِب بِهِ شُربا

حُلوُ التَجَنّي وَالجِنى

مُعَذِّباً عَذباً

ياحُسنَهُ لَو أَحسَنا

قَد أَخجَلَ القُضبا

وَالوُرقَ سَجعاً وَاِنثِنا

حَياةُ مَن قَبَّل

وَسِحرُ مَن يَستَنطِقُ

وَشَمسُ مَن يَرنو

وَمِسكُ مَن يَستَنشِقُ

سَناتُ عَينَيهِ

أَهدَت إِلى عَيني السَهَر

وَغُصنُ عِطفَيهِ

أَبدَعَ في حُسنِ الثَمَر

فَلتَجنِ خَدَّيهِ

إِن ساغَ أَن تَجني القَمَر

وَالبَدرُ لا يُبذَل

إِلّا لِعَينٍ تَرمُقُ

شُعاعُهُ يَدنو

وَشَخصُهُ لا يُلحَقُ

دَع زَهرَةَ الثَغرِ

فَهيَ الَّتي تَجني المُهَج

ثَنا أَبي عَمرِو

أَلَذَّ أَو أَذكى أَرِج

حَدِّث عَنِ البَحرِ

أَو عَن نَداهُ لا حَرَج

قَدِ اِرتَوى المُمحِل

فَالصَلدُ رَوضٌ مونِقُ

وَنَوَّرَ الدَجنُ

وَكُلُّ غَربٍ مَشرِقُ

راقَت أَبا يَحيى

فَالمَدحُ فيهِ كَالنَسيب

تَعشَقُهُ الدُنيا

وَحِلمُهُ مِثلُ الرَقيب

غَنَّت وَقَد أَعيا

لَمّا دَعَتهُ أَن يُجيب

خَلِّ الرَقيب يَعمَل

رايُ وَدَعني نَعشَقُ

إِذا مَنَع مَنّو

يَمنَعُني يَضا اَن نَشتَقُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

كم أعيا بحرب أعزل

المنشور التالي

شكا بالعتب مضناك

اقرأ أيضاً

أين القرون الماضيه

أَينَ القُرونُ الماضِيَه تَرَكوا المَنازِلَ خالِيَه فَاستَبدَلَت بِهِمُ دِيا رُهُمُ الرِياحَ الهاوِيَه وَتَشَتَّتَت عَنها الجُمو عُ وَفارَقَتها الغاشِيَه…