رأتك الليالي يا ابن آدم ظالما

التفعيلة : البحر الطويل

رَأَتكَ اللَيالي يا اِبنَ آدَمَ ظالِماً

وَخيرُ الوَرى مَن يَعفُ عِندَ اِقتِدارِهِ

يَقولُ لَكَ العَقلُ الَّذي زَيَّنَ الوَرى

إِذا لَم تَكُن تَقْدِر عَدوَّكَ دارِهِ

وَلاقيهِ بِالتَرحيبِ وِالرَحرِ وَالقِرى

وَيَمّم لَهُ ما دُمتَ تَحتَ اِقتِدارِهِ

وَقبِّل يَدَ الجاني الَّذي لَستَ قادِراً

عَلى قَطعِها وَارقُب سُقوطَ جِدارِهِ

إِذا لَم تَكُن في مَنزِلَ المَرءِ حُرَّةٌ

تَدبِّرُه ضاعَت مَصالِحَ دارِهِ

فَإِن شِئتَ أَن تَختَر لِنَفسِكَ حُرَّةً

عَلَيكَ بِبَيتِ الجودِ خُذ مِن خيارِهِ

وَإيّاكَ وَالبَيتِ الدَنيءِ فَرُبَّما

تُعار بِطولٍ في الزَمانِ بِعارِهِ

فَفيهنّ من تَأتي الفَتى وَهُوَ مُعسِرٌ

فَيُصبِحُ كُلُّ الخَيرِ في وَسَطِ دارِهِ

وَفيهِنّ مَن تَأتيهِ وَهوَ مُيَسَّرٌ

فَيُصبِحُ لا يَملُكُ عَليقَ حِمارِهِ

وَفيهِنّ مَن لا بَيَّضَ اللَهُ عَرضَها

إِذا غابَ عَنها الشَخصُ طَلَّت لِجارِهِ

وَفيهِنَّ نِسوَةٌ يخربُ كَعبُها

وَفيهِنَّ مَن تُغنيهِ عِندَ اِفتقارِهِ

فَلا رَحِمَ الرَحمَنُ خائِنَةَ النِسا

وَيَحرِقُ كُلَّ الخائِناتِ بِنارِهِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أغمض عيني في أمور كثيرة

المنشور التالي

إقبل معاذير من يأتيك معتذرا

اقرأ أيضاً

هاج الهوى لفؤادك المهتاج

هاجَ الهَوى لِفُؤادِكَ المُهتاجِ فَاِنظُر بِتوضِحَ باكِرَ الأَحداجِ هاذا هَوىً شَعَفَ الفُؤادَ مُبَرِّحٌ وَنَوىً تَقاذَفُ غَيرُ ذاتِ خِلاجِ…