لديني مرَّة أخرى
ندىً من رحمِ عينيكِ
لِديني دَمعةً حرّى
فأدرُجُ فوق خدَّيكِ
وعند نهاية المجرى
أموت ُصريعَ
شفتيكِ…
لديني من ثرىً خَصبٍ
رَوَتهُ جباهُ من تركوا
عُصارةَ كدحِهم في الأرضِ
كي تبقى وإن زالوا
ليبقى ذكرُ ما بذلوا
وما فعلوا
وما قالوا
بحُبٍّ بين جَنْبَيكِ
لديني نبتةً فيها
فأطلق زهري العطريَّ
فوَّاحًا
وصدّاحًا
يغنّي فيكِ أشعاري
ولو أمضَيتُ مشواري
أسيرًا بين كفّيكِ
لديني مرّةً أخرى
رمالاً فوق شطآنِك
خذيني بين أحضانك
وضمّيني
متى ما مِتُّ كي أحيا
بإحساسِك
أحسُّ بعطرِ أنفاسِك
فأولد مرَّة أخرى
ولو عودًا بمحرقةٍ
يصيرُ بموته كُحلاً
يليق بلمسِ جَفَنَيكِ
اقرأ أيضاً
ولحية سوء ولكنها
ولحيةِ سوءٍ ولكنّها على عِرْضِ صاحبها واقيَهْ يقولُ المريدونَ أن يشتمو هُ أمُّكِ من لحيةٍ زانيهْ
وأنتِ معي
وأنتِ معي، لا أَقول: هنا الآن نحن معاً. بل أَقول: أَنا، أَنتِ، والأَبديةُ نسبح في لا مكانْ هواءٌ…
إذا رأيت راعيين في غنم
إِذا رَأَيتَ راعِيَينِ في غَنَم أُسَيِّدَينِ يَحلِفانِ بِنُهُم بَينَهُما أَشلاءُ لَحمٍ مُقتَسَم مِن بَطنِ عَمقٍ ذي الجَليلِ وَالسَلَم…
زائر زارني ليسأل عن حالى
زائِرٌ زارَني لِيَسأَلَ عَن حا لي كَما يَسأَلُ الصَديقُ الصَديقا كَيفَ حالي وَقَد غَدا اِبنُ جُبَيرِ لِيَ دونَ…
وعالمة وقد جهلت دوائي
وَعالِمَةٍ وَقَد جَهِلَت دَوائي بِلا جَهلٍ وَقَد عَلِمَت بِدائي يَموتُ بِها المُتَيَّمُ كُلَّ يَومٍ عَلى فَوتِ المَواعِدِ وَاللِقاءِ…
ومهفهف غنج الشمائل أزعجت
ومُهَفهَفٍ غَنجِ الشَّمائلِ أزعجَتْ صبري بدائعُ حُسنِهِ إزعاجا دَرَتِ الطَّبيعَةُ أنَّ فاحِمَ شعرِه لَيْلٌ فأذكَتْ وجنَتَيْهِ سِراجا
وإذا مضى للمرء من أعوامه
وَإِذا مَضى لِلمَرءِ مِن أَعوامِهِ خَمسونَ وَهوَ عَنِ الصِبا لَم يَجنَحِ عَكَفَت عَلَيهِ المُخزِياتُ وَقُلنَ قَد أَضحَكتَنا وَسَرَرتَنا…
ما بال عينٍ شوقها استبكاها
ما بالُ عَينٍ شَوقُها استَبكاها في رَمسِ دارٍ لَبِسَت بِلاها طامِسَةِ الأعلامِ قَد مَحاها تَقادُم مِن عَهدِها أَبلاها…