قل لنجلا نجلا أبي اللمع إني
عاشقٌ نور فجرها الوضاح
هو للعلم خير فجر تجلَى
مستنيراً بأشهرِ الأوضاع
وسرير الأقلام في الطرس منه
كصياح الديوك في الأصباح
كم تصفّحت فيه من صفحات
عطّرتني بنشرها الفياح
فكأني في النفس والطرس منها
ناظر في بنفسج وأقاحي
ثم إني قرأت فيه لأسما
كلمات بديعة الأفصاح
أيقظتنا بها إلى أن في النو
م ارتياحاً لنا وأيّ ارتياح
صدقتْ في الذي تقول ففحَوى
قولها في غِنىّ عن الإيضاح
حبّذا النوم فهو للروُح رَوْحٌ
من عناء الهموم والأتراح
وهو تجديد قوةٍ ونشاطٍ
لجسوم روازح أطلاح
حبّذا النوم ترتقي النفس فيه
عالماً فوق عالم الأشباح
تلفون به إلى الغيب نُصغي
وتلسكوبنا إلى الأرواح
حبذا النوم إنه شَركٌ يمتد
في الجسم لاصطياد ارتياح
فهو للنفس من مراقي المعالي
وهو للجسم من دواعي الصلاح
حبّذا النوم فهو كالزيت للروّ
ح به تستضيء كالمصباح
وهو معِراجنا إلى أفْق غيبٍ
لن تناهي أبعاده والنواحي
حبّذا النوم وأصلاً بين حيٍّ
ذي ثواءٍ ومّيت ذي براح
حبذا النوم جامعاً بين معشو
ق مقيم وعاشق ذي انتزاح
إن للنوم لذةً هي في الأنفس
أشهى من لذّة الأفراح
أدركتها النفوس بالفعل واستغ
نت بإدراكها عن الإيضاح
أيها القوم إن للنوم سلطا
ناً قوياً لا يُتّقى بسلاح
نافذَ الحكم والقضاء على الإنسا
ن في خزنه وفي الأفراح
وعلى الأسد وهي في الغاب تدأى
وعلى الطير وهي في الأدواح