وفي الألعاب لم تر قط عيني
كمثل اللعب بالأكر الثلاث
تجول بمستطيل الشكل عال
لطيف صنعه حسن الأثاث
فبيضا وأن تندفعان جرياً
إلى حمراء بادية اللهات
ينال الضرب إحداها فتجري
لضرب الأخريين بلا لباث
فتنبعث الثلاث مدحرجاتٍ
وقد حصل اصطدام بانبعاث
يدحرجهنّ أغلمة ظراف
نسيت بهم مغازلة الإناث
بأيديهم عصّي مشرعات
مهيّأة لضرب واحتثاث
فكان إذا انحنى للضرب منهم
غلام هاج شوقي وهو جاث
ورّبت ضربة لما تثنّى
ليضربها تثنّى بانخناث
وكانت توبة لي عن مجون
فعادت من هواه إلى انتكاث
فلست وقد تجدّد لي غرام
أبالي لوم ألسنة رثاث
تصور حدائق في بهجة
تروق وفي نضرة تعجب
ترقرقُ فيها مياه العلو
م جداول تجري ولا تنضب
وهبّ عليها نسيم الفنو
ن يروح ويغدو بها يلعب
فأضحت وأرض كمالاتها
بنبت الحقائق تعشوشب
وأمست وأن ثمار العلا
ء لأشجار عرفانها تنسب
وطار الفخار بأرجائها
بلابل تغريدها مطرب
فللمجد وجه طليق بها
وللسعد ثغر بها أشنب
غذاء النفوس وطب العقو
ل وحفظ الجسوم بها يطلب
فتلك إذا ما تصوّرتها
جليّاً لعمري هي المكتب