ألا مَن لِصَبٍّ إِن تَغَشَّتهُ نَعسَةٌ
سَرى البَرقُ نَجديَّ السَّنا وَهوَ شائِقُهْ
فَإن لَم يُؤرِّقهُ وَعاوَدَهُ الكَرى
فَطَيفُكِ يا بنتَ الهِلاليِّ طارِقُهْ
بِلَيلٍ طَويلٍ يَنشُدُ النَّجمُ صُبحَهُ
فَلا الصُّبحُ مَسبوقٌ وَلا النَّجمُ لاحِقُهْ
فَواهاً لِيَومٍ عِندَ سائِقَةِ النَّقا
عَفا الدَّهرُ عَنهُ وَهوَ جَمٌّ بوائِقُهْ
وَغُيِّبَ عَنّا كُلُّ غَيرانَ يَرتَدي
بِمِحمَلِ مَفتوقِ الغِرارَينِ عاتِقُهْ
وَلَم تُنذِرِ الطَّيرُ النَّواعِبُ بِالنَّوى
وَأَلقى العَصا حادي المَطِيِّ وَسائِقُهْ
وَعنديَ مَن كانَ العَفافُ رَقيبَهُ
أُغازِلُهُ طَوراً وَطَوراً أُعانِقُهْ
وَيَملأُ سَمعي مِن حَديثٍ بِمِثلِهِ
عَلى النَّحرِ مِنهُ نظَّمَ العِقدَ ناسِقُهْ
فَلَمّا اِنقَضى ما ازدَدتُ إِلّا تَذَكُّراً
لَهُ كُلَّ يَومٍ بِالحِمى ذَرَّ شارِقُهْ