سَقى اللهُ رَمْلَيْ كُوفَنٍ صَيِّبَ الحَيا
وَلا بَرِحا مُسْتَنَّ راعٍ وَرائِدِ
وَلي أَدْمُعٌ إِنْ أَمْسَكَ المُزْنُ دَرَّهُ
كَفَلْنَ بِصوْبِ البارِقاتِ الرَّواعِدِ
فَقد أَوْطَنَتْها مِنْ أُمَيَّةَ عُصْبَةٌ
غُذُوا بِالمَعالي في حُجورِ المَحامِدِ
أَبُوهُمْ مُعاويُّ النِّجارِ وَأُمُّهُمْ
مُقابَلَةُ الأَعْراقِ في آلِ غامِدِ
وَكَمْ وَلَدا مِنْ صَائِبِ الرَّأْيِ حَازِمٍ
وَمِنْ أَرْيَحِيٍّ وافِرِ العِرْضِ ماجِدِ
وَكانُوا بِها وَالْعِزُّ في غُلَوائِهِ
مَطاعِينَ في الهَيْجا طِوالَ السَّواعِدِ
وَجُودُهُمُ يَكْسو الرِّقابَ قَلائِداً
وَبَأْسُهُمُ يَفْري مَناطَ القَلائِدِ
وَقَدْ قَايَضَتْهُمْ إِذْ أُتِيحَ بَوارُها
بِشِرْذِمَةٍ يَنْميهمُ شَرُّ والِدِ
هُمُ أَفْسَدوا إِذْ صَاهَرُونا أُصُولَنا
وَكَمْ صَالِحٍ شَانَتْهُ صُحْبَةُ فَاسِدِ
أَراذِلُ مِنْ أَوْباشِ مَنْ تَجْمَعُ القُرى
يَرومُونَ شَأْوي وَهْوَ عِنْدَ الفَراقِدِ
وَلَوْ شَاءَ قَوْمِي لَمْ يَبُلَّ عَدُوُّهُمْ
غَليلَ الصَّدى إِلَّا بِسُؤرِ المَوارِدِ
وَحاطُوا حِماهُمْ بِي وَما اسْتَشْرَفَتْ لَهُمْ
غَوائِلُهُ تَسْري خِلالَ المَكائِدِ
وَلكِنَّني أَعْرَضْتُ عَنْهُمْ فَكُلُّهُمْ
يَلُفُّ عَلى الشَحْناءِ أَضْلاعَ حاسِدِ
وَأَنْفَعُ مِنْ وَصْلِ الأَقَارِبِ لِلْفَتى
إِذَا زَهِدوا فِيهِ جِوارُ الأَباعِدِ