ننسى المنايا على أنا لها غرض

التفعيلة : البحر البسيط

نَنسى المَنايا عَلى أَنّا لَها غَرَضُ

فَكَم أُناسٍ رَأَيناهُم قَدِ اِنقَرَضوا

إِنّا لَنَرجو أُموراً نَستَعِدُّ لَها

وَالمَوتُ دونَ الَّذي نَرجوهُ مُعتَرِضُ

لِلَّهِ دَرُّ بَني الدُنيا لَقَد غُبِنوا

لِما اِطمَأَنّوا بِهِ مِن جَهلِهِم وَرَضوا

ما أَربَحَ اللَهُ في الدُنيا تِجارَةَ إِن

سانٍ يَرى أَنَّها مِن نَفسِهِ عِوَضُ

لَبِئسَتِ الدارُ داراً لا نَرى أَحَداً

مِن أَهلِها ناصِحاً لَم يَعدُهُ غَرَضُ

ما بالُ مَن عَرَفَ الدُنيا الدَنِيَّةَ لا

يَنكَفُّ عَن غَرَضِ الدُنيا وَيَنقَبِضُ

تَصِحُّ أَقوالُ أَقوامٍ بِوَصفِهِمُ

وَفي القُلوبِ إِذا كَشَّفتَها مَرَضُ

وَالناسُ في غَفلَةٍ عَمّا يُرادُ بِهِم

وَكُلُّهُم عَن جَديدِ الأَرضِ مُنقَرِضُ

وَالحادِثاتُ بِها الأَقدارُ جارِيَةٌ

وَالمَرءُ مُرتَفِعٌ فيها وَمُنخَفِضُ

يا لَيتَ شِعري وَقَد جَدَّ الرَحيلُ بِنا

حَتّى مَتى نَحنُ في الغِرّاتِ نَرتَكِضُ

نَفسُ الحَكيمِ إِلى الخَيراتِ ساكِنَةٌ

وَقَلبُهُ مِن دَواعي الشَرِّ مُنقَبِضُ

اِصبِر عَلى الحَقِّ تَستَعذِب مَغَبَّتَهُ

وَالصَبرُ لِلحَقِّ أَحياناً لَهُ مَضَضُ

وَما اِستَرَبتَ فَكُن وَقّافَةً حَذِراً

قَد يُبرَمُ الأَمرُ أَحياناً فَيَنتَقِضُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أقول ويقضي الله ما هو قاض

المنشور التالي

اشتد بغي الناس في الأرض

اقرأ أيضاً

سمراء النيل

سمراءُ كليلِ السهرانِ وكطلّة بنت السلطان ضحكتها كالفرح المنصوب شراعاً فوق الخلجانِ كصباحٍ تمرح فيه الشمس كرقصِ الريحِ…