طرحتم من الترحال ذكرا فغمنا

التفعيلة : البحر الطويل

طَرَحتُم مِنَ التِرحالِ ذِكراً فَغَمَّنا

فَلَو قَد شَخَصتُم صَبَّحَ المَوتُ بَعضَنا

زَعَمتُم بِأَنَّ البَينَ يُحزِنُكُم نَعَم

سَيُحزِنُكُم عِلمى وَلا مِثلَ حُزنِنا

تَعالوا نُقارِعكُم لِنَعلَمَ أَيَّنا

أَمَضَّ قُلوباً أَو مَنَ اسخَنُ أَعيُنا

أَطالَ قَصيرُ اللَيلِ يا رَحمَ عِندَكُم

فَإِنَّ قَصيرَ اللَيلِ قَد طالَ عِندَنا

وَما يَعرِفُ اللَيلُ الطَويلَ وَغَمُّهُ

مِنَ الناسِ إِلّا مَن تَنَجَّمَ أَو أَنا

خَلِيّونَ مِن أَوجاعِنا يَعذِلونَنا

يَقولونَ لِم تَهوُونَ قُلنا لِذَنبِنا

يَقومونَ في الأَقوامِ يَحكونَ فِعلَنا

سَفاهَةَ أَحلامٍ وَسُخرِيَّةً بِنا

فَلَو شاءَ رَبّي لَابتَلاهُم بِما بِهِ اب

تَلانا فَكانوا لا عَلَينا وَلا لَنا

سَأَشكو إِلى الفَضلِ اِبنِ يَحيا اِبنِ خالِدٍ

هَواكِ لَعَلَّ الفَضلَ يَجمَعُ بَينَنا

أَميرٌ رَأَيتُ المالَ في نِعَماتِهِ

ذَليلاً مَهينَ النَفسِ بِالضَيمِ موقِنا

إِذا ضَنَّ رَبُّ المالِ أَعلَنَ جودُهُ

بِحَيَّ عَلى مالِ الأَميرِ وَأَذَّنا

وَلِلفَضلِ صَولاتٌ عَلى صُلبِ مالِهِ

تَرى المالَ فيها بِالمَهانَةِ مُذعِنا

وَلِلفَضلِ حِصنٌ في يَدَيهِ مُحَصَّنٌ

إِذا لَبِسَ الدَرعَ الحَصينَةَ وَاكتَنى

إِلَيكَ أَبا العَبّاسِ مِن دونِ مَن مَشى

عَلَيها امتَطَينا الحَضرَمِيِّ المُلَسَّنا

قَلائِصُ لَم تُسقِط جَنيناً مِنَ الوَجى

وَلَم تَدرِ ما قَرعُ الفَنيقِ وَلا الهَنا

نَزورُ عَلَيها مَن حَرامٌ مُحَرَّمٌ

عَلَيهِ بِأَن يَعدو بِزائِرِهِ الغِنى

كَأَنَّ لَدَيهِ جَنَّةً بابِلِيَّةً

دَعا يَنعُها الجُنّاءَ مِنها إِلى الجَنى

أَغَرُّ لَهُ ديباجَةٌ سابِرِيَّةٌ

تَرى العِتقَ فيها جارِياً مُتَبَيَّنا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ذكر الكرخ نازح الأوطان

المنشور التالي

لمن طلل لم أشجه وشجاني

اقرأ أيضاً