لَمّا رَأَيتُ اللَيلَ قَد تَشَزَّرا
عَنّي وَعَن مَعروفِ صُبحٍ أَسفَرا
كَسَوتُ كَفّي دُستُباناً مُشعَرا
فَروَةَ سِنجابٍ لُؤاماً أَوبَرا
تَقي بَنانَ الكَفِّ لا تَخصُرا
وَغَمزَةَ البازي إِذا ما طَفَرا
قَسَمتُ فيهِ الكَفَّ إِلّا الخِنصَرا
أَعدَدتُ لِلبُغثانِ حَتفاً مُمقِرا
أَبرَشَ بَطنانَ الجَناحِ أَقمَرا
أَرقَطَ ضاحي الدَفَّتَينِ أَنمَرا
كَأَنَّ شِدقَيهِ إِذا تَضَوَّرا
صُدغانِ مِن عَرعَرَةٍ تَفَطَّرا
كَأَنَّ عَينَيهِ إِذا ما أَثأَرا
فَصّانِ قُضّا مِن عَقيقٍ أَحمَرا
في هامَةٍ عَلياءَ تَهدي مِنسَرا
كَعَطفَةِ الجيمِ بِكَفِّ أَعسَرا
يَقَولُ مَن فيها بِعَقلٍ فَكَّرا
لَو زادَها عَيناً إِلى فاءٍ وَرا
فَاِتَصَلَت بِالجيمِ كانَت جَعفَرا
فَالطَيرُ يَلقاهُ مِدَقّاً مُدسِرا