أنا السببْ
في كل ما جرى لكم
يا أيها العربْ
سلبتُكم أنهارَكم
والتينَ والزيتونَ والعنبْ
أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم
وعِرضَكم ، وكلَّ غالٍ عندكم
أنا الذي طردتُكم
من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ
والقدسُ ، في ضياعها ،
كنتُ أنا السببْ
نعم أنا .. أنا السببْ
أنا الذي لمَّا أتيتُ : المسجدُ الأقصى ذهبْ
أنا الذي أمرتُ جيشي ، في الحروب كلها
بالانسحاب فانسحبْ
أنا الذي هزمتُكم
أنا الذي شردتُكم
وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ
أنا الذي كنتُ أقول للذي
يفتح منكم فمَهُ
Shut up
نعم أنا .. أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ .
وكلُّ من قال لكم ، غير الذي أقولهُ
فقد كَذبْ
فمن لأرضكم سلبْ ..؟
ومن لمالكم نَهبْ .؟
ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ .؟
أقولها
صريحةً
بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ
وقلةٍ في الذوق والأدبْ
أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ
ولا أخاف أحداً
ألستُ رغم أنفكم
أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟
لم ينتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ منكم
في ذات يوم ، طلباً
هل يستطيعٌ واحدٌ منكم
أن يرفض لي الطلبْ .؟
أشنقهُ
أقتلهُ
أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ
فلتقبلوني ، هكذا كما أنا
أو فاشربوا
“من بحر العرب”
ما دام لم يعجبْكم العجبْ
ولا الصيامُ في رجبْ
فلتغضبوا إذا استطعتم
بعدما قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ
وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ
وبعدما أقنعتكم
أن المظاهراتِ فوضى ليس إلا وشَغَبْ
وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ
وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ
وبعدما أرهقتُكم
وبعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ
نعم أنا .. أنا السببْ
في كل ما جرى لكم
فلتشتموني في الفضائياتِ
إن أردتم والخطبْ
وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا
” تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ ”
قولوا بأني خائنٌ لكم
وكلبٌ وابن كلبْ
ماذا يضيرني أنا ؟!
ما دام كل واحدٍ في بيتهِ
يريد أن يسقطني بصوتهِ
وبالضجيج والصَخب أنا هنا ، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها
وأحملُ الرتبْ .
أُطِلُّ ، كالثعبان ، من جحري عليكم فإذا
ما غاب رأسي لحظةً ، ظلَّ الذَنَبْ
اقرأ أيضاً
فرق بدا ومن الحوادث يفرق
فَرَقٌ بَدا وَمِنَ الحَوادِثِ يَفرَقُ شَيخٌ يُغادى بِالخُطوبِ وَيُطرَقُ سُبحانَ خالِقِنا وَطاءٌ أَغبَرٌ مِن تَحتِنا وَلَهُ غِطاءٌ أَزرَقُ…
لما رأيت الأرض قد سد ظهرها
لَمّا رَأَيتَ الأَرضَ قَد سُدَّ ظَهرُها وَلَم تَرَ إِلّا بَطنَها لَكَ مَخرَجا دَعَوتَ الَّذي ناداهُ يونُسُ بَعدَما ثَوى…
يستعظمون أبياتا نأمت بها
يَستَعظِمونَ أُبَيّاتاً نَأَمتُ بِها لا تَحسُدُنَّ عَلى أَن يَنأَمَ الأَسَدا لَو أَنَّ ثَمَّ قُلوباً يَعقِلونَ بِها أَنساهُمُ الذُعرُ…
حتام أقتل تهديدا وترهيبا
حَتّامَ أُقتَلُ تهديداً وتَرهيباً ما آنَ لي أن أرَى بشراً وتَرحيبَا يا يوسفَ الحُسْنِ لَيْلي بعدَ فُرقتِكُمْ يَحسكي…
حقيق على الأيام أن يتحدثوا
حَقيقٌ على الأيّام أن يتَحدَّثوا بما عِندهم من نعمةِ اللهِ تَحْدُثُ وما كان من نُعماهُ أقدم عندهم فذاك…
كم غافل أودى به الموت
كَم غافِلٍ أَودى بِهِ المَوتُ لَم يَأخُذِ الءُهبَةَ لِلفَوتِ مَن لَم تَزُل نِعمَتُهُ قَبلَهُ زالَ عَنِ النِعمَةِ بِالمَوتِ
ومستحلى المراشف سكري
وَمُستَحلى المَراشِفِ سُكَّرِيَّ أَتى بِغَرائِبِ الحُسنِ الظَريفِ تَنازَعَ خَصرُهُ وَالرِدفُ حَتّى بَدا حُكمُ القَوِيِّ عَلى الضَعيفِ فَقُلتُ وَقَد…
هل للندى عدل فيغدو منصفا
هَل لِلنَدى عَدلٌ فَيَغدو مُنصِفاً مِن فِعلِ إِسماعيلِهِ اِبنِ شِهابِهِ العارِضِ الثَجّاجِ في أَخلاقِهِ وَالرَوضَةِ الزَهراءِ في آدابِهِ…