ولما تبرج خضر البطاح

التفعيلة : البحر المتقارب

وَلَمّا تَبَرَّجَ خُضرُ البِطاحِ

تَوَهَّمتُها جُهِّزَت حَجَّلا

وَهَزَّ الرِياحُ مِنَ القُضُبِ فيهِ

قَناً لَم يُثَقَّف وَلا نُصِّلا

وَلَولا دَليلٌ مِنَ الرِيِّ لَم

أُمَيِّز مِنَ الصارِمِ الجَدوَلا

وَقَد سَقَطَ النورُ فَوقَ الغَديرِ

فَأَثبَتَت في دِرعِهِ أَنصُلا

وَقابَلَتِ الكاسُ وَجهَ الرَبيعِ

وَسَجعَ الحَمامِ فَما أَجمَلا

كَما قابَلَ العيدُ وَجهَ الوَزيرِ

وَسَجعَ ثَناءٍ لَهُ رُتِّلا

مَضى رَمَضانُ كَثيرَ الثَناءِ

عَلَيكَ وَوَدَّعَ لا عَن قِلى

فَلَو كانَ يَنطِقُ شَهرُ الصِيامِ

لَقامَ بِشُكرِكَ بَينَ المَلا

وَلَو صافَحَ العيدُ شَخصاً إِذَن

لَصافَحَكَ العيدُ إِذ أَقبَلا

أَسَلتَ الدُموعَ بِهِ خاشِعاً

وَصَوبَ اللُهى مُنعِماً مُفضِلا

هُما لِلهُدى وَالتُقى ديمَتانِ

فَغَرسُ الفَضائِلِ لَن يَذبُلا

وَأَحيا قِيامُكَ لَيلَ التَمامِ

وَأَحيا نَداكَ الثَرى المُمحَلا

عَلى الحَسَنِ بنِ خَلاصٍ جَلَت

مَعاني الكَمالِ الَّذي أَشكَلا

تَسَمّى مُدِلّاً بِأَفعالِهِ

وَساعَدَهُ الجَدُّ فَاِستَرسَلا

وَحَتمٌ مُضاءُ ظُبى ذي الفَقارِ

فَكَيفَ إِذا وافَقَ المُنصُلا

تَرى بِشرَهُ في أَوانِ اللِقا

جَميلاً وَما بَعدَهُ أَجمَلا

وَتُبصِرُ أَرماحَهُ في الوَغى

أَطوَلا وَأَسعُدَهُ أَتوَلا

يُمَيِّلُ مِنهُ اِرتِياحُ النَدى

مَعاطِفَ ما مَيَّلَتها الطَلا

فَما يَتَّقي الدينُ أَن يَعتَدي

وَما يَتَّقي المالُ أَن يَعدِلا

سَبيلُ الوَرى وَسَبيلُ الوَزيرِ

أَن يَسأَلوهُ وَأَن يَبذُلا

وَما يَمنَعُ الغَيثُ مِن أَن يَجودَ

وَلا يَأنَفُ الرَوضُ أَن يُسأَلا

لَهُ هِمَمٌ فُتنَ عِزَّ النُجومِ

وَمالٌ عَلى الذُلِّ قَد عَوَّلا

يَقولُ نَعَم وَهيَ دَأبٌ لَهُ

فَيُثمِرُ أَسرَعَ مِن لا وَلا

وَيا رُبَّ نارٍ مِنَ الحادِثاتِ

أَطفا وَنارِ قِرىً أَشعَلا

هُمامٌ مَحاريبُهُ وَالحُروبُ

تُسقى المُفَصِّلَ وَالفَيصَلا

يَشُلُّ الكَتائِبَ عِندَ النِزالِ

وَيَتلو الكِتابَ كَما نُزِّلِا

لَهُ دَعوَةُ الأَمرِ في حَفلِهِ

وَأُخرى إِلى اللَهِ مَهما خَلا

يَصولُ بِهَذي لِكَي تُقتَفى

وَيَخضَعُ في ذي لِكَي تُقبَلا

فَهَذي تُفَتِّحُ بابَ السَما

وَذي تَفتَحُ البَلَدَ المُقفَلا

لَكَ اللَهُ فَاِنهَض بِجَيشِ القَضا

وَحارِب عِداكَ بِهِ أَعزَلا

إِذا خَرَجَت عَن يَدَيكَ السِهامُ

غَدا كُلُّ عُضوٍ لَها مَقتَلا

تَدارَكتَ سَبتَةَ مِن بَعدِ ما

وَأَحيَيتَها حينَ أَشفَت عَلى

وَلَحتَ وَمَغرِبُنا مُدبِرٌ

فَصارَ بِكَ المَشرِقَ المُقبِلا

وَلِم لا وَحِكمَةُ لُقمانَ فيكَ

وَهَيبَةُ كِسرى قَدِ اِستُكمِلا

فَلَو أَنَّ بَطشَكَ يَومَ الهِياجِ

لَدى النارِ ما سَكَنَت جَندَلا

وَلَو أَنَّ نَيلَكَ عِندَ الصَبا

لَما هَزَّتِ الغُصُنَ المُخضَلا

وَلَو دَبَّ ريقُكَ في حَيَّةٍ

لَعادَ بِهِ سَمُّها سَلسَلا

تَكادُ تُرَغِّبُ بِالعَفوِ في الذُ

نوبِ وَحاشاكَ أَن تَفعَلا

فَأَيُّ اِمرِىءٍ لَم يَذُق شيمَتَيكَ

لَم يَعرِفِ الشَهدَ وَالحَنظَلا

جَرَت مِن بَنانِكَ لي بِالغِنى

بُحورٌ يُسَمّونَها أَنمُلا

فَلَو أَدرَكَ المُزنُ تِلكَ البَنانِ

لَقَبَّلَها مَعَ مَن قَبَّلا

دَعوا حِمصَ تَفعَلُ أَفعالَها

فَقَلبي بِسَبتَةَ عَنها سَلا

نَسيتُ بِمَوطِنِ عِزّي الأَخيرِ

مَوطِنَ نَشأَتِيَ الأَوَّلا

كَما يَألَفُ السَيفُ كَفَّ الكَمِيِّ

وَيَطَّرِحُ القينَ وَالصَيقَلا

وَقَد يَهجُرُ الطَيرُ أَوكارَهُ

إِذا وَجَدَ الأَمنَ وَالسُنبُلا

كَأَنِّيَ جَمَّعتُ مِن خاطِري

وَمِن ذِكرِكَ النارَ وَالمَندَلا

فَقَد سارَ صيتُكَ سَيرَ الصَباحِ

يَجِدُّ مَعَ المُعَلِّمِ المُجهَلا

وَعَمَّ جَداكَ عُمومَ السَحابِ

يَسقي البِلادَ وَيَسقي الفَلا

تَفَصَّلَ وَصفُ العُلا في الكِرامِ

وَجِئتَ بِتَفصيلِهِ مُجمَلا

فَكُن مَعَ أَعمَرِهِم آخِراً

وَكُن في مَراتِبِهِم أَوَّلا

أَلا هَكَذا تُذكَرُ الصالِحاتُ

وَتُبنى المَعالي وَإِلّا فَلا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

وناضرة لها مني صفات

المنشور التالي

خذها فصبغ الظلام قد نصلا

اقرأ أيضاً