دعيني وخيل الشعر

التفعيلة : حديث

دعيني فقد أسرجت من أجلك الشِّعْر

وأرْكضْتُهُ حتَّى طَوَيتُ بهِ القَفْرا

بلغتُ بهِ شرقَ الحنينِ وغَرْبهُ

وسيَّرتُهُ برّاً وأرْكبتُهُ بحْرا

مَددْتُ بهِ حبلاً لكلِّ مولَّهٍ

وفوق محيط الحبِّ أنشأتُهُ جسرا

أضأتُ به الإحساسَ في ليل غربتي

فزيَّنتهُ نجْماً ، ونوَّرْتهُ بدْرا

وأسقيتُ منه الرَّملَ في بيدِ حسرتي

فأنْبتها زَهْراً ، وأفعَمَها عِطْرا

رأيتُ خيولَ الشِّعر حولي سوانحاً

فلمْ أتَّخِذْ إلاَّ أصائلها ظهْرا

ولمْ أنْتَهِج إلاَّ إليكِ طريقها

ولمْ أصْطَحِبْ إلاَّ الرِّضا عنكِ والبُشرى

دعيني إذا لم تُدركي سرَّ لهفتي

ولم تعرفي للشَّوقِ معنىً وللذِّكرى

و لا تسألي عن ركْض خيلِ قصائدي

فقد أصبحتْ بالسَّبقِ من غيرها أحرى

دعيني وخيلَ الشِّعر ، إنِّي بركضها

أبعِّدُ ظلمائي وأستقرب الفجرا

دعيني ففي قلبي رحيقُ محبَّةٍ

لو انساب في أرضٍ لحوَّلها زهْرا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

مليكة وجداني

المنشور التالي

إنَّا باقونَ على العهْد

اقرأ أيضاً

خف من المربد القطين

خَفَّ مِنَ المِربَدِ القَطينُ وَأَقلَقَتهُم نَوىً شَطونُ فَاِستَفرَغوا مِشيَةَ المُصَلّى كَأَنَّ أَظعانَهُم سَفينُ وَقَرَّبوا كُلَّ أَرحَبِيٍّ كَأَنَّما ليطُهُ…