بين عينيك قطوف دانية
وغصون ترسم الظل..
على أطراف ثوب الرابية
أنت..
ما أنت سوى الغيث الذي يغسل وجه الدالية
أنت..
ما أنت سوى اللحن الذي يرسم ثغر القافية
أنت لفظ واحد في لغة الشوق محدد
أنت لفظ بارز ..
من كل أصناف الزيادات مجرد
أنت للشعر نغم
أنت فجر ..
يفرش النور على درب القلم
أنت .. ما أنت؟؟
شذا .. نفح خزامي يملأ النفس رضا
يمحو الألم
أنت ـ يا ساكنة القلب ـ لماذا تهجرين؟؟
ولماذا تسرقين الأمل المشرق من قلبي
وعني تهربين؟
ولماذا تسكتين؟
ولماذا تغمدين السيف في القلب الذي تمتلكين؟؟
ولماذا تطلقين السهم نحوي..
سهمك القاتل لا يقتلني وحدي..
فهل تنتحرين؟؟
مؤلم هذا السؤال المر ..
نار في قلوب العاشقين
فلماذا تهجرين؟؟
أنت..
من أنت؟؟
يد تفتح باب العافية
راحة تسمح عيني الباكية
وأنا..
طفل على باب الأماني ينتظر
شاعر يشرب كأس الحزن
يدعو يصطبر
أنا نهر الأمل الجاري الذي لا ينحسر
لم أحرك مقلة اليأس
ولم انظر بطرف منكسر
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي لا تجهلين
شاعر يمسح بالحب ..
دموع البائسين
شاعر يفتح في الصحراء دربا..
للحيارى التائهين
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي يفهم ما تعني الإشارة
أنا من لا يجعل الحب تجارة
أنا من لا يعبد المال . ولا يرضى بأن يخلع للمال إزاره
أنا من لا يبتني في موقع الذلة داره
أنا من لا يلبس الثوب لكي يخفي انكساره
أنا..
من لا ينكر الود
ولا يحرق أوراق العهود
ما لأشواقي حدود
لهفتي تبدأ من أعماق قلبي
وإلى قلبي تعود
راكض..
والأمل الباسم يطوي صفحة الكون
ويجتاز السدود
راكض. . اتبع ظلي ..
وأدوس الظل أحيانا..
وأحياناً أرى ظلي ورائي تابعاً يمنح إصراري الوقود
لم أصل بعد..
ولم ألمس يد الشمس
ولم اسمع تسابيح الرعود
راكض..
مازلت أستشرف ما بعد الوجود
لم أزل أبحث عن حور..
وعن مجلس أنس بين جنات الخلود
لم أزل أهرب من عصري الذي يحرق كفيه..
ويرضى بالقيود
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ فتى يهفو إلى رب ودود
لا تقولي: أنت من؟
ولماذا تكتب الشعر
وعمن..
ولمن؟؟
أنا كالطائر يحتاج إلى عش على كفّ فنن
حلمي يمتد من مكة ..
يجتاز حدود الأرض
يجتاز الزمن
حلمي يكسر جغرافية الأرض التي ترسم حداً للوطن
حلمي..
أكبر من آفاق هذا العصر
من صوت الطواغيت الذي يشعل نيران الفتن
حلم المسلم ـ يا ساكنة القلب ـ
كتاب الله, والسنة, والحق الذي..
يهدم جدران الإحن
أتقولين: لماذا تكتب الشعر وعمن ولمن؟؟
أكتب الشعر لعصر هجر الخير وللشر احتضن
أكتب الشعر لعصر كره العدل وبالظلم افتتن
أكتب الشعر لأن الشعر من قلبي
وقلبي فيه حب وشجن ..
اقرأ أيضاً
ناح ابن بولاد نقولا عندما
ناح ابنُ بولادٍ نقولا عِندَما خَطَفَت قرينَتَهُ المَنايا الظالِمةْ وَلَّت عَلى عَجَلٍ وَأَبقَت بَعدَها حُرَقاً تؤجِّجُها الدُموعُ الساجِمةْ…
تدين غاويهم حذار أميرهم
تَدَيَّنَ غاويهِم حِذارَ أَميرِهُم فَلَمّا اِنقَضَت أَيّامُهُ ذَهَبَ النُسكُ فَأَصبَحَ مِن بَعدِ التَمَسُّكِ بِالتَقى لِأَردانِهِ مِن طيبِ فاجِرَةٍ…
لغيري الدهر سلم
لغيري الدهرُ سلمُ وعندي الدهرُ حربُ وقد عييتُ بسعيي إنَّ السوابقَ تكبو وكلُّ نارٍ إذا لم تصادفِ الريحَ…
لطال بطول هجرته سهادي
لَطالَ بِطولِ هِجرَتِهِ سُهادي عِبادِيٌّ يَتيهُ عَلى العِبادِ وَقَفتُ إِلَيهِ أَرفَعُ في التَجَنّي وَأَشرَحُ ما جَناهُ عَلى فُؤادي…
أنلني يدا خلقت للقبل
أنلني يدا خلقت للقبل فمن نالها بالسماك اتصل أقبلها قبلة للجلال وأخرى لنائلها المرتجل تضاءل عن جودها حاتم…
ها قد علمت صحيح ودي
ها قد علِمْتَ صحيح ودّي ورضيتَ بعد القُرْبِ بُعْدي وجهَدتَ نفسَك في العُدو لِ عن الصداقةِ كلَّ جَهْدِ…
تدارك وهبا كلام استه
تداركَ وهباً كلامُ استهِ وقد كاد من عيِّهِ أن يموتا وأُقسِمُ بالله لو أنه كفاها الكلامَ كَفَتْهُ السكوتا
إذا صحت في شرقنا صيحة
إذا صحتَ في شرقنا صيحةً وقلت أرى الغربَ منا اقتربْ فما أنت مسمعُ من في القبور ولا أنتَ…