رَأَيتُ البَحبَحانِيَّ اِستَقَلَّت
رَكائِبُهُ بِحِرمانٍ عَظيمِ
إِذا رامَ التَخَلُّقَ جاذَبَتهُ
خَلائِقُهُ إِلى الطَبعِ القَديمِ
بَكى آمالَهُ لَمّا رَآها
عِياناً وَهيَ دارِسَةُ الرُسومِ
وَتَرتَ القَومَ ثُمَّ ظَنَنتَ فيهِم
ظُنوناً لَستَ فيها بِالحَكيمِ
تُعَربِدُ غَيرَ مُحتَشِمٍ وَتَشدو
فَلا تَأتي بِلَحنٍ مُستَقيمِ
فَتُخطِئُ في الغِناءِ عَلى المُغَنّي
وَتُخطِئُ في النِدامِ عَلى النَديمِ
نَهَيتُكَ عَن تَعَرُّضِ عِرضِ حُرٍّ
فَإِنَّ الذَمَّ مِن شَأنِ الذَميمِ
وَقُلتُ تَوَقَّ مُحتَمِلاً يُرَوّي
عَنِ الأَضغانِ بِالخُلُقِ الكَريمِ
فَما خُرقُ السَفيهِ وَإِن تَعَدّى
بِأَبلَغَ فيكَ مِن حِقدِ الحَليمِ
مَتى أَحرَجتَ ذا كَرَمٍ تَخَطّى
إِلَيكَ بِبَعضِ أَخلاقِ اللَئيمِ