أريتك الآن ألمع البروق

التفعيلة : البحر السريع

أَرَيتَكَ الآنَ أَلمَعُ البُروق

أَم شَعلٌ مُرفَضَةٌ عَن حَريق

في عارِضٍ تَعرِضُ أَجوازُهُ

بَينَ سُوى خَبتِ فَرمَلِ الشُقوق

أَسالَ بَطحانَ وَلَم يَتَّرِك

أَن مُلِئَت مِنهُ فِجاجُ العَقيق

نَبَّهَني عَن زَورَةٍ مِن هَوىً

مُوَكَّلٍ في مَضجَعي بِالطُروق

عَدُوَّةٌ بادٍ لَنا ضِغنُها

أَنزَلَها الحُبُّ مَحَلَّ الصَديق

لا أُتبِعُ المَتبولَ عَتباً وَلا

أَلومُ غَيرَ البارِئِ المُستَفيق

سَأَلتُ عَن مالي وَلا مالُ لي

غَيرَ بَقايا تُرِكَت لِلحُقوقِ

مُوَجَّهاتٍ لِذَوي عَيلَةٍ

تُقَضُّ مِنهُم في فَريقٍ فَريق

هَلّا اِتَّقى الظالِمُ مِن دَعوَتي

تُقاهُ مِن أُثفِيَّةِ المَنجَنيق

زَوَت وَزيرَ السوءِ عَن مُلكِهِ

إِلى المَكانِ المُستَشَقِّ السَحيق

مُناكِدٌ قَد كانَ مِن لُؤمِهِ

يَحمي عَلى الناسِ بِلالَ الحُلوق

وَفي أَمينِ اللَهِ لي مُنصِفٌ

إِن حادَ خَصمي عَن سَواءِ الطَريق

وَمُعتَمِدٌ عَلى اللَهِ قَد

أَيَّدَهُ اللَهُ بِعَقدٍ وَثيق

تَرى عُرى التَدبيرِ يَحكَمنَ عَن

مُقتَصِدٍ فيما يُعاني شَفيق

حَلَفتُ بِالمَسعى وَبِالخَيفِ مِن

مِنى وَبِالبَيتِ الحَرامِ العَتيق

تَحُجُّهُ الأَركُبُ مَخشوشَةً

رُكبانُها مِن كُلِّ فَجٍّ عَميق

يُكَبِّرونَ اللَهَ لا مُخبِرٌ

عَن رَفثٍ مِنهُم وَلا عَن فُسوق

لَقَد وَجدنا لَكَ إِذ سُستَنا

سِياسَةَ الحاني عَلَينا الشَفيق

جَمَعتَ أَشتاتَ بَني جَعفَرٍ

بِالبِرِّ لَمّا فُرِّقوا بِالعُقوق

وَكُنتَ بِالطولِ الَّذي جِئتَهُ

إِلَيهِمِ بِالأَمسِ عَينَ الخَليق

وَما أَضَعتَ الحَقَّ في أَجنَبٍ

فَكَيفَ تَنسى واجِباً في الشَقيق

جادَت لَكَ الدُنيا بِما مانَعَت

وَاِبتَدَأَت في رَتقِ تِلكَ الفُتوق

فَشيعَةُ الشاري إِلى ذِلَّةٍ

قَد جَنَحوا لِلسِلمِ بَعدَ المُروق

وَرِمَّةُ الصَفّارِ مَتروكَةٌ

رَهناً لِإِحدى عَلقاتِ العُلوق

وَحائِنُ البَصرَةِ عِندَ الَّتي

تُخشى عَلَيهِ لاحِجٍ في مَضيق

يَنوي فِراراً لَو يَرى مَخلَصاً

مِن سَبَبٍ يُفضي بِهِ أَو طَريق

لازالَ مَعشوقُكَ يُسقى الحَيا

مِن كُلِّ داني المُزنِ واهي الخُروق

فَما خَلَونا مُذ رَأَيناهُ مِن

فَتحٍ جَديدٍ وَزَمانٍ أَنيق

أَشرَفَ نَظّاراً إِلى مُلتَقى

دِجلَةَ يَلقاها بِوَجهٍ طَليق

وَطالِعَ الشَمسَ عَلى مَوعِدٍ

بِمِثلِ ضَوءِ الشَمسِ عِندَ الشُروق

لَم أَرَ كَالمَعشوقِ قَصراً بَدا

لِأَعيُنِ الرائينَ غَيرَ المَشوق

هَذاكَ قَد بَرَّزَ حُسنِهِ

سَبقاً وَهَذا مُسرِعٌ في اللُحوق

هُما صَبوحٌ باكِرٌ غَيمُهُ

ثُنِّيَ في أَعقابِهِ بِالغَبوق

الماءُ لا يَبعَثُ لي نَشوَةً

فَعاطَني سَورَةَ ذاكَ الرَحيق

حَسبُكَ أَن تَكسِرَ مِن حَدِّها

بِالنَغَمِ الصافي عَلَيها الرَقيق

آلَيتُ لا أَشرَبُ مَمزوجَةً

إِن لَم تَكُن مَزجَةَ ريقٍ بِريق


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

هو الظلام فلا صبح ولا شفق

المنشور التالي

دع دموعي في ذلك الاشتياق

اقرأ أيضاً