وَصَلنا إِلى التَوديعِ غَيرَ مُوَدَّعِ
سَنَحفَظُ عَهداً مِنكَ غَيرَ مُضَيَّعِ
أَما وَالَّذي يُبقيكَ لِلحَمدِ وَالنَدى
لَيَنتَظِمَنَّ الشَوقُ مابَينَ أَضلُعي
وَتَأخُذُ مِن عَيني بِحَقِّ دُموعِها
وَيَرتاعُ قَلبٌ لَم يَكُن بِمُرَوَّعِ
وَمِن أَعجَبِ الأَشياءِ أَنَّ قُلوبَنا
صِحاحٌ لِخَوفِ البَينِ لَم تَتَقَطَّعِ
وَلَو أَنَّ غَربَ الدَمعِ كانَ مُشاكِلاً
لِغَربِ الأَسى لَاِرفَضَّ مِن كُلِّ مَدمَعِ
وَلَكِن جَرى مِنهُ قَليلٌ مُصَرَّدٌ
وَلَم يَكُ تَصريدُ الدُموعِ بِمُقنِعِ
فَرَوّاكَ صَوبُ الحَمدِ في كُلِّ مَوطِنٍ
وَجادَكَ غَيثُ الدَهرِ في كُلِّ مَربَعِ
وَلازِلتَ بِالصُنعِ الجَميلِ مُشَيَّعاً
كَما أَنَّني بِالصَبرِ غَيرُ مُشَيَّعِ