غَنِّني أُنْشودَةَ الفَجْرِ الضَّحُوكْ
أَيُّها الصَّدَّاحْ
فَلَقَدْ جَرَّعَني صَوْتُ الظَّلامْ
أَلَماً علَّمَنِي كُرْهَ الحَياةْ
إنَّ قَلْبِي مَلَّ أَصْداءَ النُّوَاحْ
غَنِّنِي يَا صَاحْ
حَطَّمَتْ كَفُّ الأَسَى قِيثارَتي
فِي يَدِ الأَحْلامْ
فَقَضَتْ صمْتاً أَناشيدُ الغَرامْ
بَيْنَ أَزْهارِ الخَريفِ الذَّاوِيَهْ
وتَلاشَتْ في سُكُونِ الإكْتِئَابْ
كَصَدَى الغِرِّيدْ
كُفَّ عَنْ تِلْكَ الأَغاني البَاسِمَهْ
أَيُّها العُصْفُورْ
فَحَيَاتي أَلِفَتْ لَحْنَ الأَسَى
مِنْ زَمَانٍ قدْ تَقَضَّى وعَسَى
أَنْ يُثِيرَ الشَّدْوُ في صَمْتِ الفُؤَادْ
أَنَّةَ الأَوْتَارْ
لا تُغَنِّينِي أَغَاريدَ الصَّبَاحْ
بُلْبُلَ الأَفْراحْ
فَفُؤادِي وهوَ مَغْمُورُ الجِرَاحْ
بتَبَارِيحِ الحَيَاةِ البَاكِيَهْ
لَيْسَ تَسْتَهْويهِ أَلْحَانُ السُّرُورْ
وأَغَاني النُّورْ
إنَّ مَنْ أَصْغَى إلى صَوْتِ المَنُونْ
وصَدَى الأَجْداثْ
لَيْسَ تَسْتَهْويهِ أَلْحانُ الطُّيُورْ
بَيْنَ أَزْهارِ الرَّبيعِ السَّاحِرَهْ
وِابْتِسامَاتِ الحَيَاةِ السَّافِرَهْ
عَنْ جَلاَلِ اللهْ
غَنِّنِي يا صاحِ أَنَّاتِ الجَحِيمْ
واسْقِنِي الآلامْ
أَتْرِعِ الكَأْسَ بأَوْجَاعِ الهُمُومْ
واسْقِنِي إنِّي كَرِهْتُ الابْتِسَامْ
غَنِّنِي نَدْبَ الأَمَانِي الخَائِبَهْ
واللَّيالِي السُّودْ
غَنِّنِي صَوْتَ الظَّلامِ المُكْتَئِبْ
إنَّنِي أَهْواهْ
هَاكَ كَأْسَ القَلْبِ فَامْلأْهَا نُوَاحْ
واسْكُبِ الحُزْنَ بِها حتَّى الصَّبَاحْ
إنَّها من طِينَةِ الحُزْنِ المَرِيرْ
صَاغَهَا الخَلاّقْ
بِئْسَتِ الأَفْراحُ أَفْراحُ الحَيَاهْ
إنَّها أَحْلاَمْ
تَخْلُبُ اللُّبَّ بأَلْحانٍ عِذابْ
وأَغَارِيدَ كأَمْلاكِ السَّمَا
ثُمَّ لا تَلْبَثُ أَنْ تَذْوي كَمَا
تَذْبُلُ الأَزْهارْ
خبِّريني مَا الَّذي خَلْفَ الغُيُومْ
رَبَّةَ الأَحْلامْ
أَفَتَى الهَوْلِ وجَبَّارُ الهُمُومْ
أَمْ عَرُوسُ الأَمَلِ العَذْبِ الشَّرُودْ
تَتَهادَى بَيْنَ لأْلاءِ الصَّبَاحْ
كَمَلاَك النُّورْ
أَنَا في دَرْبِ الحَياةِ الغَامِضَهْ
تَائِهٌ حَيْرَانْ
بَيْنَما أُبْصِرُ في وَجْهِ الحَيَاةْ
ظُلْمَةَ الأَحْزانِ في ظِلِّ الأَلَمْ
إذْ أَرَى في جَفْنِها نُوراً بَديعْ
بَاسِماً فَتَّانْ
هَا أَنا أَسمَعُ في قَلْبِ الحِيِاةْ
صَيْحَةَ الآلامْ
مُرَّةً تَنْسابُ مِنْ قَلْبٍ حَطيمْ
مَلأَ الحُزْنُ أَقَاصِيهِ دُمُوعْ
هَا أَنا أسْمَعُ أَصْواتَ السُّرُورْ
كَضَّتِ الأَيَّامْ