تطاول الليل على من لم ينم

التفعيلة : بحر الرجز

تَطاوَلَ اللَيلُ عَلى مَن لَم يَنَم
وَاَحتَمَّتِ العَينُ اِحتِمامَ ذي السَقَم
وَوافَتِ اللَيلَ بِشَلشالٍ سَجَم
جاري الرَشاشِ كَالجُمانِ المُنتَظَم
مِن جارِ مَروانَ وَجيرانِ الحَكَم
مَروانُ إِنَّ اللَهَ أَوصى بِالذِمَم
وَجَعَلَ الجيرانَ أَستارَ الحُرَم
وَلَم يَكُن جارُكُم لَحمَ الوَضَم
وَالرَخوَ عَن جُوارِهِ كَالمُهتَضَم
وَقَذفُ جارِ المَرءِ في قُعرِ الرَجَم
وَهوَ صَحيحٌ لَم يُدافِع عَن حَشَم
صَمّاءُ لا يُبرِئُها مِنِ السَقَم
حَوادِثُ الدَهرِ وَلا طولُ القِدَم
فَاِدفَع وَأَن تَدفَعَ أَدنى لِلكَرَم
في عاجِلِ الأَمرِ وَأَجلى لِلظُلَم
وَظاهِرِ الإِرسالَ وَاكتُب بِالقَلَم
إِلى اِبنِ حَربٍ لا تَجِدهُ كَالبَرَم
لا عاجِزَ الهَوءِ وَلا جَعدَ القَدَم
وَلا قَضِيّاً بِالقضَاءِ المُتَّهَم
في أُمَّةٍ سُوِّسَها بَعدَ أُمَم
كيما تصيب نجحا ولم تلم
وَالمَرءُ مَرهونٌ فَمَن لا يُختَرَم
بِعاجِلِ المَوتِ يُدارَك بِالهَرَم
فَاتَّقِيَن مَروانُ في القَومِ السَلَم
عِندَكَ في الأَحجالِ شَعراءَ النَدَم
فَاِنَّهُم زاروكَ مِن غَيرِ عَدَم
وَدونَهُم أَثباجُ لَيلٍ وَأَكَم
وَالغُرُّ مِن رَملٍ عُراضِ المُرتَكَم
حَتّى أَناخوا بِمُناخِ المُعتَصَم
مِن عيصِ مَروانَ إِلى عيصٍ غِطَم
ذاكَ يُنَجّي جارَهُ مِن الغُمَم
فَاِن يَكُن لاقى حُيَيّاً بِالأَمَم
ما إِن يَفُضَّ الصَخرَ مِن جولِ العَلَم
فَلَم يَعِش مُضَيَّماً وَلَم يُضَم
بِالأَخذِ وَالأَخذُ لَهُ ثَأرُ العِيَم
يُمارِس الناس إِلى عِزٍّ عَمَم
تَعلو أَواسيهِ خَناذيذَ خِيَم
طَلّابُ أَوتارٍ وَمَطلوبٌ بِدَم
وَعاصِمٌ ما عاصِمٌ لَو اِعتَصَم
في الهامَةِ الرَقباءِ مِن رَهطِ جَلَم
مُقابَلٌ في المَجدِ مِن خالٍ وَعَم
لَو كانَ تَحكيماً بِمالٍ مُحتَكَم
وَلَو أَتى حُكامُهُ فَوقَ الأَمَم
عَنكَ حُيَيٌ ما بَخِلنا بِالنَعَم
أَو كان ضَرباً في يآفيخَ البُهَم
عَنكَ حُيَيٌ ما جَزِعنا مِن أَلَم
وَلَو أَطارَ الحَربَ طَعنٌ كَالضَّرَم
في يَومِ هَيجا ذي طِلالٍ وَقَتَم


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي

المنشور التالي

الحمد لله الذي استقلت

اقرأ أيضاً

علمت بالقلم الحكيم

عَلَّمتَ بِالقَلَمِ الحَكيمِ وَهَدَيتَ بِالنَجمِ الكَريمِ وَأَتَيتَ مِن مِحرابِهِ بِأَرِسطَطاليسَ العَظيمِ مَلِكِ العُقولِ وَإِنَّها لَنِهايَةُ المُلكِ الجَسيمِ شَيخُ…