إِنَّ اِستِراقَكَ يا جَريرُ قَصائِدي
مِثلُ اِدِّعاءِ سِوى أَبيكَ تَنَقَّلُ
وَاِبنُ المَراغَةَ يَدَّعي مِن دارِمٍ
وَالعَبدُ غَيرَ أَبيهِ قَد يَتَنَحَّلُ
لَيسَ الكِرامُ بِناحِليكَ أَباهُمُ
حَتّى تُرَدُّ إِلى عَطِيَّةَ تُعتَلُ
وَزَعَمتَ أَنَّكَ قَد رَضيتَ بِما بَنى
فَاِصبِر فَما لَكَ عَن أَبيكَ مُحَوَّلُ
وَلَئِن رَغِبتَ سِوى أَبيكَ لِتَرجِعَن
عَبداً إِلَيهِ كَأَنَّ أَنفَكَ دُمَّلُ
أَزرى بِجَريِكَ أَنَّ أُمُّكَ لَم تَكُن
إِلّا اللَئيمَ مِنَ الفُحولَةِ تُفحَلُ
قَبَحَ الإِلَهُ مَقَرَّةً في بَطنِها
مِنها خَرَجتَ وَكُنتَ فيها تُحمَلُ
وَإِذا بَكَيتَ عَلى أُمامَةَ فَاِستَمِع
قَولاً يَعُمُّ وَتارَةً يُتَنَخَّلُ
أَسَأَلتَني عَن حُبوَتي ما بالُها
فَاِسأَل إِلىخَبَري وَعَمّا تَسأَلُ
فَاللُؤمُ يَمنَعُ مِنكُمُ أَن تَحتَبوا
وَالعِزُّ يَمنَعُ حُبوَتي لا تُحلَلُ
وَاللَهُ أَثبَتَها وَعِزٌّ لَم يَزَل
مُقعَنسِساً وَأَبيكَ ما يَتَحَوَّلُ
جَبَلي أَعَزُّ إِذا الحُروبُ تَكَشَّفَت
مِمّا بَنى لَكَ والِداكَ وَأَفضَلُ
إِنّي اِرتَفَعتُ عَلَيكَ كُلَّ ثَنِيَّةٍ
وَعَلَوتُ فَوقَ بَني كُلَيبٍ مِن عَلُ
هَلّا سَأَلتَ بَني غُدانَةَ ما رَأَوا
حَيثُ الأَتانُ إِلى عَمودِكَ تَرحَلُ
كَسَرَت ثَنِيَّتَكَ الأَتانُ فَشاهِدٌ
مِنها بِفيكَ مُبَيَّنٌ مُستَقبَلُ